+ A
A -
محمد حسن الساعدي كاتب عراقي

بات من المنطقي جداً أن زيارة أي رئيس وزراء عراقي إلى الولايات المتحدة الأميركية تعني قبولاً بالواقع السياسي الجديد للعراق، وعلى واشنطن أن تتعامل مع هذا الواقع ليس وفق رغبتها فحسب بل هو إرادة سياسية عبرت عن صوت الشارع العراقي والذي جاء عبر صناديق الاقتراع، بالمقابل يدرك السيد السوداني أن زيارته إذا لم يكن مرحبا بها في البيت الأبيض، فهذا يعني أنه سيواجه عقبات كبيرة في سيرته وعمله السياسي والتنفيذي، لذلك بالفعل كانت الزيارة لافتة ومهمة وحظيت باهتمام كبير من قبل الإدارة الأميركية، من حيث الاستقبال والأهمية، إذ ترأس فيها السيد السوداني وفداً مهماً كان فيها على رأس طاولة المفاوضات.

تنظر واشنطن للسيد السوداني على أنه شخصية سياسية تجسد واقع وأحلام وتطلعات الشعب العراقي، ويبدو أنه نجح إلى حد ما داخلياً ويريد أن يتفوق إقليمياً ودولياً ويثبت نجاحه في هذه الملفات المعقدة، ويعيد ثقة المجتمع الدولي بالعراق الجديد ويعكس واقع الديمقراطية المنتجة التي استطاعت أن تضع مبدأ التبادل السلمي للسلطة بعد سنوات من التفرد والديكتاتورية، وعكس صورة معقولة للحكم في العراق، ويحاول الآن أن يصل إلى الشبكات المعقدة للعلاقات الدولية بشكل عام والتي منها الولايات المتحدة الأميركية، لذلك يدرك السيد السوداني أن زيارته فيها الكثير من المحطات المهمة وعليه أن يعمل جاهداً من أجل عكس صورة جيدة للحكم وللديمقراطية في البلاد.

الزيارة ستحقق هدفاً ومرحلة جديدة للشراكة الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن، والتي بالتأكيد ستكون الداعم لسيادة العراق واستقلالية قراره السياسي والسيادي، والتأكيد على أبعاده عن أي صراع محتمل في المنطقة خصوصاً في ظل الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل[email protected] -

copy short url   نسخ
22/04/2024
5