+ A
A -
جريدة الوطن

وفي سياق هذه الاستراتيجية تأتي جولة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى ثلاث دول آسيوية هي جمهورية الفلبين، تتبعها جمهورية بنغلاديش الشعبية، وسيختتم سموه الجولة بزيارة نيبال.

ومن المقرر أن يلتقي سمو الأمير المفدى في مانيلا المحطة الأولى من جولة سموه الآسيوية، مع فخامة الرئيس فرديناند ماركوس جونيور رئيس جمهورية الفلبين، لبحث العلاقات بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات، فضلا عن استعراض عدد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن المنتظر أن تفتح زيارة سمو الأمير لجمهورية الفلبين ومباحثاته هناك مرحلة جديدة أمام العلاقات الثنائية وقطاعات التعاون والتنسيق بين البلدين، بما يخدم المصالح والتطلعات المشتركة للدولتين وشعبيهما الصديقين.

وتتزامن زيارة سمو الأمير المفدى للعاصمة الفلبينية مع الذكرى الثالثة والأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1981م، وقد تم افتتاح السفارة الفلبينية بالدوحة عام 1992م، بينما تم افتتاح السفارة القطرية في مانيلا عام 1994م.

وتستند العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية الفلبين، إلى مبادئ الشراكة والتعاون المتبادل في العديد من المجالات الحيوية وفي مقدمتها العمل والتجارة والاستثمار والسياحة، وغيرها، وتتميز هذه العلاقات بالتقارب في وجهات النظر تجاه العديد من القضايا والملفات الدولية، ويتشارك البلدان الصديقان العديد من الاتفاقيات الثنائية في مختلف المجالات، مثل الاقتصاد والتجارة والعمل والثقافة والإعلام والصحة والتعليم والتدريب التقني والمهني وحماية الاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي وغيرها من المجالات وقد شهدت العلاقات الثنائية بين الدوحة ومانيلا على مدار العقود الأربعة الماضية نموا واتساعا على جميع الأصعدة كما تعززت من خلال الزيارات المتبادلة وعلى مختلف المستويات، وكانت زيارة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للفلبين بتاريخ 10 أبريل 2012 م بمثابة حجر الأساس لتوطيد العلاقات بين البلدين الصديقين والارتقاء بها إلى أعلى المراحل، كما شكلت تلك الزيارة فاتحة عهد جديد لتعزيز العلاقات القطرية الفلبينية في مختلف المجالات، إضافة إلى أنها الأولى من نوعها وأول زيارة يقوم بها زعيم عربي للفلبين منذ ما يزيد على ثلاثة عقود، الأمر الذي أكسبها أهمية عالية كونها فتحت الآفاق أمام تعزيز العلاقات العربية الفلبينية.

وفي ديسمبر من عام 2008، قامت فخامة الرئيسة جلوريا ماكاباجال ارويو رئيسة جمهورية الفلبين السابقة بزيارة رسمية لدولة قطر، وفي أبريل من عام 2017 قام فخامة رئيس جمهورية الفلبين السابق رودريغو روا دوتيرتي بزيارة للدوحة.

وفي إطار الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين الدولتين قام معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بزيارة إلى جمهورية الفلبين في أغسطس 2018م.

وفي سياق التواصل والتشاور المستمر بين البلدين، قامت سعادة السيدة ماريا تيريزا لازارو، وكيل وزارة الخارجية الفلبينية لشؤون العلاقات الثنائية وشؤون الآسيان، بزيارة للدوحة في أغسطس من عام 2022، حيث شددت في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، على أهمية الزيارة في تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية بين الدوحة ومانيلا.

ووصفت اجتماع اللجنة المشتركة القطرية - الفلبينية بأنه "حدث بارز" كونه أول مشاورة سياسية لتطوير العلاقات بين البلدين، ما يتيح الفرص لمناقشة مجموعة واسعة من الموضوعات الثنائية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما التعاون السياسي والاقتصادي وقضايا الهجرة والتغير المناخي ومختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وأضافت سعادتها أن قطر والفلبين تتمتعان بعلاقات ممتازة وأن هناك العديد من الاتفاقيات الثنائية القائمة والجديدة التي يناقشها البلدان، من خلال اجتماع اللجنة المشتركة الذي تم الاتفاق على انعقاده على أساس سنوي للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، معربة عن أملها في تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، والاستفادة من موارد وخبرات وقوة الدولتين لمعالجة الآثار السلبية للتحديات السياسية والاقتصادية العالمية الحالية، ولافتة في الوقت نفسه إلى أن بلادها تولي أهمية كبيرة لتحقيق الأمن الغذائي وأمن الطاقة من خلال الشراكات والتعاون مع دولة قطر.

وفي مايو الماضي، بحثت غرفة قطر مع نظيرتها الفلبينية سبل تعزيز علاقات التعاون بين قطاعات الأعمال في البلدين، ومناخ الاستثمار والفرص المتاحة، إضافة إلى تعزيز الاستثمارات المتبادلة والمشتركة وزيادة معدلات التجارة البينية.

جاء ذلك خلال اجتماع افتراضي بين وفد من غرفة قطر ترأسه السيد محمد بن أحمد بن طوار الكواري النائب الأول لرئيس الغرفة والسيد جورج بارسيلون رئيس غرفة تجارة وصناعة الفلبين.

وقال الكواري إن العلاقات التجارية بين دولة قطر وجمهورية الفلبين تشهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، حيث حقق التبادل التجاري بين البلدين نموا بنسبة 28 بالمئة في السنوات الثلاث الماضية.

وأضاف أن القطاع الخاص القطري والفلبيني يمكنهما أن يلعبا دورا هاما في تطوير هذه العلاقات من خلال إنشاء شركات وتحالفات تجارية ومشاريع استثمارية، من جهته قال رئيس غرفة تجارة وصناعة الفلبين، إن هناك رغبة من جانب مجتمع الأعمال في بلاده للتعرف على المناخ الاستثماري فيها، وبحث إقامة مشاريع مشتركة مع الشركات القطرية في مجالات السياحة والزراعة، والطاقة والخدمات المالية والحلال التي توفر فرصا كبيرة للتعاون بين البلدين. ودعا للتنسيق لزيادة وتيرة الزيارات المتبادلة للوفود التجارية، وتفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين الغرفتين، كما دعا لبحث تشكيل مجلس أعمال قطري فلبيني مشترك.

وفي سبتمبر لعام 2017 عقد بالدوحة منتدى الأمن الغذائي القطري - الفلبيني، وتم خلاله استعراض آليات تعزيز الشراكة بين الجانبين القطري والفلبيني ليس فقط في المجال الزراعي الرامي إلى تحقيق خطط الأمن الغذائي لكلا البلدين لكن أيضا في كافة المجالات المختلفة التي تعود بالنفع على اقتصاديهما، وتدعم تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص بالدوحة ومانيلا.

وتستضيف دولة قطر عشرات الآلاف من المواطنين الفلبينيين الذين يعملون بالمشاريع التنموية المختلفة، ويساهمون في النهضة الحضارية التي تشهدها الدولة، ويلعبون دورا حيويا في دفع عجلة الاقتصاد، علاوة على دورهم الفعال في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.

وتوفر الفلبين فرصا استثمارية مجدية في قطاعات الطاقة والخدمات العامة والبنوك والبنية التحتية والأمن السيبراني وغيرها مع وجود تشريعات جاذبة، كما أن لديها أيضا فرصا أخرى في المجالات الاستثمارية والمالية والاقتصادية.

وتقع الفلبين في جنوب شرق آسيا غرب المحيط الهادئ، وتتكون من أرخبيل يتألف من أكثر من 7100 جزيرة، ويعتبر ثاني أكبر أرخبيل على الكرة الأرضية، وتبلغ مساحة هذه الجزر مجتمعة حوالي 300 ألف كيلو متر مربع، وتمتلك الفلبين ساحلا بطول 36,289 كم مما يضعها في المرتبة الخامسة عالميا، أما عدد سكانها فيبلغ مائة وخمسة عشر مليونا، وتعد مانيلا العاصمة السياسية والتاريخية والثقافية للفلبين، وتزخر بالعديد من المواقع والمتاحف والقصور الأثرية، وقد أخذت تسميتها من الكلمة العربية "أمان الله"، حيث كانت تنعم بالأمان والاستقرار حتى قدوم الاستعمار الإسباني.

copy short url   نسخ
21/04/2024
495