+ A
A -
في محاولة لجذب مزيد من الطلبة القطريين للدراسة فيها، أدرجت إدارة الجامعة رحلات سنوية لطلبتها في العطلة ما بين الفصلين الدراسيين، وحددت وجهات معينة لكل فصل على حدة، فكانت رحلتنا الأولى كفصل إلى المملكة الأردنية الهاشمية وإلى الجمهورية العربية السورية بعد ذلك، وأذكر أننا وصلنا دمشق برا من الأردن في نفس اليوم الذي حل فيه الرئيس العراقي صدام حسين ضيفا عليها، مع بدايات الثوره الإسلاميه في إيران وقيام نظام المرشد فيها، وقمنا بزيارة جامعة دمشق وجامعة حلب كما قمت بتسليم درع جامعة قطر إلى رئيس جامعة حلب وإبلاغه تحيات الدكتور محمد كاظم رئيس جامعة قطر رحمه الله، في ذلك الوقت وأحد مؤسسي جامعة حلب قبل ذلك، وأذكر التفاف الطلبة السوريين حولنا طارحين العديد من الأسئلة في مجملها عن الثورة الإيرانية وتداعياتها وموقف قطر والخليج منها، فلم نشف غليلهم بإجابات مقنعة، وتحليلات موفقة لبُعد الجامعة تماما عن التفاعل مع الأحداث وعدم وجود اتحاد للطلبة، الأمر الذي جعلني أتطلع لاحقا إلى مشروع دراسات الخليج على أنه سيكون حلقة الوصل بين الجامعة ومحيطها الإقليمي والعربي كما سنرى بعد قليل، على كل حال، في السنة التي تلت تلك السنة كانت رحلتنا الدراسية إلى تونس عن طريق بلجيكا والتقينا رئيس الوزراء في ذلك الوقت محمد مزالي وكان متحدثا لبقا وذا رؤية، وأذكر أننا حضرنا حفلة لطلبة الكويت هناك حضرها سفير الكويت واسمه مقرن الحمد وأبدع طلبة الكويت في الغناء وأداء «الصفقة» الخليجية بشكل أعجب الجمهور التونسي، أما آخر رحلة لي مع الجامعة فكانت إلى إسبانيا والمغرب وكانت قمة في الإمتاع حيث الآثار الإسلامية الخالدة في الأندلس وأذكر أننا وقفنا أمام جملة «لاغالب إلا الله» على بوابة قصر الحمراء بفخر شديد، تميزت هذه الرحلة بأن المسؤول فيها كان قطريا وهو الأخ حسن بن عبدالله الرميحي صاحب سفريات المدينة رحمه الله وكان ذا خبرة كبيرة في مجال السفر ويجيد لغات، وكان البرنامج هو أن ننتقل من جبل طارق إلى طنجة عن طريق البحر وقد تعرضت الرحلة السابقة لرحلتنا هذه من طلبة الجامعة إلى رياح شديدة وأمواج أدت ببعض ممن لم يعتادوا ركوب البحر إلى الدوار المستمر والغثيان وما إلى ذلك من متاعب، وكنت خائفا أشد الخوف لأنني لم أركب البحر مطلقا قبل ذلك، فلاحظ الأخ حسن ارتباكي وخوفي فاستغل ذلك بمزيد من الترويع والتخويف، حتى أنني لم أخرج من الغرفة ليلة السفر بالبحر، بينما هو كان يضحك مع بقية الطلبة، وفي الصبح نهاني عن أكل شيء وأعطاني حبتين قبل ركوب الباخرة، وجلست الساعة الأولى بلا حراك بينما باقي الطلبة يتحركون ويمزحون ويأكلون والجو كان رائعا، فما كان مني إلا أن استجمع قوتي وعزيمتي فذهبت إلى المطعم وتغديت وشربت المرطبات وتمتعت بالزمن الذي تبقى من الرحلة أيما تمتع حتى تمنيت أن تستمر وقتا أطول، في المغرب قضينا وقتا ممتعا، والميزة التي حققتها لنا هذه الرحلات هي الجدول المعد مسبقا والذي يلزمنا بالتحرك من مكان إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى، لذلك كنا مجبورين على زيارة أماكن تاريخية لولا هذا البرنامج وهذا التنظيم لم نقم بزيارتها ومعرفة تاريخها، نحن كعرب نجيد التحدث عن التاريخ ولكن لا نجيد الاعتبار منه وجزء من الاعتبار به زيارته والوقوف على أطلاله.

copy short url   نسخ
03/05/2016
476