+ A
A -
رضا القزويني كاتب وباحث في الشؤون الإيرانية

بعد أيام من الهجوم الايراني الواسع وغيرالمسبوق على الاراضي المحتلة الذي جاء ردا على عملية استهداف المجمع الدبلوماسي الايراني في دمشق واستخدمت فيها إيران المئات من الصواريخ والمسيرات، جاء الرد الاسرائيلي الهزيل لينهي الوتيرة بين الجانبين مؤقتا. القيادات الاسرائيلية هددت باتخاذ موقف صارم ورد قوي ضد إيران بعد العملية الايرانية وقالت إن القرار بيدها من أجل الردّ والوقت المناسب. وبعد كل هذه التهديدات نفذت العملية الاسرائيلية بهذا الشكل والحجم الهزيل والتي وصفها وزير الأمن الداخلي بن غفير بالمسخرة، لتؤكد ان الاسرائيليين ادركوا بعد عملية الوعد الصادق ان قواعد الاشتباك مع إيران تغيرت استراتيجيا وجوهريا وبإمكان إيران توجيه ضربات موجعة داخل العمق الاسرائيلي.

التهديدات الإيرانية اليومية والمكثفة على لسان مختلف القيادات السياسية والعسكرية الايرانية حول التحذير من مغبة الرد الاسرائيلي على القصف الايراني، ايضا لعبت دورا فعالا في الردع الاسرائيلي بعد أن شاهدوا مئات الصواريخ الايرانية التي تحلق فوق اجواء المنطقة، وصولا للاراضي المحتلة.

إسرائيل كانت مضطرة لرد يحفظ ماء وجهها داخليا واقليميا وعالميا إلى حد ما دون ان تثير غضب الايرانيين وتجعلهم يفكرون برد جديد واقوى. لذلك جاء هذا الرد الهزيل الذي لم يكن على مستوى توقعات الكثير، ليعطي رسالة إلى طهران ايضا ان كل شيء انتهى وإسرائيل لا تريد تصعيدا مباشرا مع إيران في ظل الجبهات المفتوحة في الشمال والجنوب وجبهة داخلية منقسمة ومتشعبة. ولا ننسى ايضا أن على المستوى الرسمي، إسرائيل لم تتبن مسؤوليتها عن العملية وهذا مؤشر آخر من قلق حيال رد إيران وخوفها من التصعيد وهدفها للتوقف إلى هذا الحد من الصراع المباشر.

في المقابل منذ الساعات الأولى من العملية الاسرائيلية قامت إيران بالتقليل من شأن الهجمة وعدم فاعليتها وايضا استخدمت اداة الاستهزاء بها على الصعيد الرسمي وايضا الاعلامي.

تؤكد الظروف ان الطرفين لا يبحثان حاليا التصعيد المباشر بينهما لعدة اسباب، لكن ذلك لا يعني التهدئة بل سيستمر النزاع الايراني الاسرائيلي غير مباشر بكل قوة وأقوى من الماضي من خلال عمليات امنية وسيبرانية واغتيالات ضد شخصيات ايرانية وضربات الحلفاء والمقاومة.رأي اليوم

copy short url   نسخ
21/04/2024
35