+ A
A -
كتب محمد الجعبري

حققت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، إنجازات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال منظومة متطورة للبحوث والتطوير، تقوم بجهود متميزة بالتعاون مع الجامعات العالمية ومراكز البحوث المحلية والدولية.

وفي سبيل هذه الانجازات، وضعت مؤسسة قطر عدد من الأهداف في مجال الذكاء الاصطناعي وهي: النمو الاقتصادي من خلال ظهور قطاعات وصناعات جديدة، التقدم الاجتماعي من خلال الحوكمة الفعالة، والإدارة الفعالة للموارد، والخطاب المحسّن، والفهم الأفضل، الاستدامة البيئية من خلال الفهم السليم للنظم الطبيعية والتأثير، حماية التراث الثقافي وتعزيزه من خلال مبادرات مثل الترجمة للغة العربية.

تعزيز الرحلة الروحية

وكان أول تلك الإنجازات إعلان مركز الابتكار في جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، عن أسماء البرامج الخمسة الأوائل الفائزة بتمويل صندوق برنامج ريادة الأعمال، حيث حصل كل فائز على تمويل للأعمال الناشئة بقيمة 100.000 ريال قطري، وشملت المشاريع الفائزة منصة تعليمية تهدف إلى إثراء الحياة الروحية والاجتماعية للأطفال من خلال أنشطة تفاعلية تحببهم في أداء فريضة الصلاة، بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التواصل الاجتماعي، وكذلك تطبيقًا قائمًا على الذكاء الاصطناعي لمساعدة مراكز علاج السرطان على معالجة الحجوزات وجدولة المواعيد والمسائل المتعلقة بأعباء العمل، علاوة على مشروع ثوري لتكنولوجيا الألواح الشمسية؛ وأداة تدعم استدامة الإمدادات الغذائية، ومنصة إلكترونية لتداول الطاقة الخضراء بين المستهلكين والمنتجين.

قفزة تعليمية

كما شهد عام 2023، استكشاف استخدامات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية من خلال التعاون البحثي الذي جمع مختبر الأبحاث في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر وجامعة قطر.

هدف التعاون بين الجامعتين إلى استكشاف أثر استخدام خوارزميات التعلم الآلي المختلفة، وأنظمة الذكاء الاصطناعي في تحسين صحة الإنسان، حيث عمل مختبر علوم البيانات الرياضية بجامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر مع باحثين من جامعة قطر لتطوير نموذج يسمح بإجراء دراسات في هذا المجال.

مساحة للإبداع

منصّة إلكترونية لمساعدة طلاب المدارس الثانوية على تحديد ومتابعة مسارهم المهني، وحل برمجي لتعزيز كفاءة إنتاج النفط، ومنصة رقمية للعينات تربط بين المهندسين المعماريين ومصممي الديكور الداخلي من ناحية وبين مصنعي المواد المعمارية، تلك كانت بعض الابتكارات التي خطفت الأضواء واعتلت منصة التتويج في يوم العروض لبرنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية الذي نظمته واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر.

شهدت الفعالية عرض حلول مبتكرة من ثماني شركات ناشئة طموحة في مجال التكنولوجيا مباشرةً أمام جمهور من المستثمرين والطلاب وخبراء الصناعة والزملاء من رواد الأعمال. وقد حظيت جميعها بدعم برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية الذي تقدمه واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا.

وفي سياق متّصل، أعلنت شركة كناري للذكاء الاصطناعي، المتخصصة في تكنولوجيا الكلمات، والمدعومة من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عن إطلاق «FENEK AI»، وهي أول منصة لتحويل الكلام إلى نصوص، بما في ذلك جميع اللهجات العربية واللغة الإنجليزية حتى حينما تُستخدمان معًا في الجملة نفسها.

التعلم من الخبراء

كما شارك مجموعة من الطلاب الباحثين في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، في استكشاف طريقة جديدة لتنظيف الألواح الشمسية لزيادة كفاءة عملها في ظل الظروف المناخية لدولة قطر، وذلك بدراسة سُبُل الاستفادة من تقنية الذكاء الاصطناعي في برمجة الروبوتات الجوية لمعاينة الألواح الشمسية وتنظيفها.وتلقى الطلاب دعمًا علميًا من معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، الذي قال مديره التنفيذي مارك فيرميرش: «يفخر علماؤنا وباحثونا أيّما فخر بإرشاد الجيل القادم من المبتكرين والباحثين والعلماء، ويسعدنا أن نوفر لطلاب جامعة كارنيجي ميلون في قطر فرصة التعلم من خبرائنا واستكشاف أفكارهم الخاصة».

رؤية استشرافية لمستقبل العالم

وفي يونيو 2023، استقبلت المدينة التعليمية بمؤسسة قطر السيد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، ذلك الشخص الذي يقف وراء تطوير روبوت الدردشة الشهير «شات جي بي تي»، والذي أضحى أحد أهم الإنجازات في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، حيث شارك الجمهور في قطر وجهات نظره حول التكنولوجيا وقدرتها على إعادة تشكيل عالمنا.

وسلط سام ألتمان، الضوء على تجليات تأثير الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك دوره في مجال التعليم، والمخاطر التي يمكن أن تنجم عنه، إلى جانب مسألة انعدام المساواة فيما يتعلق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بين البلدان النامية والمتقدمة، وما قد يعنيه للعالم في المستقبل، جاء ذلك عندما حل سام ضيفًا على أحدث نسخة من سلسلة محاضرات المدينة التعليمية، التابعة لمؤسسة قطر.

التكنولوجيا وتحوّل الطاقة

كما شهدت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر، المزيد من جهود تعزيز الحوار حول الذكاء الاصطناعي وتطوير الابتكارات، والتي كان من بينها التطبيق الثوري «إيما».

يستخدم نظام «إيما» القائم على الذكاء الاصطناعي، والذي تدعمه واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، خوارزميات متقدمة وبيانات في الوقت الفعلي لإدارة حركة الطائرات والمركبات والأفراد في المطارات. جرى استخدام النظام لأول مرة بدون الذكاء الاصطناعي في مطار حمد الدولي في قطر، قبل أن يجري استخدامه في مطار بروكسل شارلروا الجنوب في بلجيكا.

ومن خلال سلسلتها «التقِ مع الخبير»، سلطت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا في يونيو الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في دفع التحول نحو الاقتصادات منخفضة الكربون، واستعرضت التطبيقات المتقدمة للذكاء الاصطناعي في مجال اللغة العربية، والفوائد التي تحققها هذه التطبيقات للشركات في قطر.

تستقطب سلسلة جلسات «التقِ مع الخبير»، التي تقدمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، خبراء محليين ودوليين، وقادة الصناعة والأكاديميين والباحثين، لتسليط الضوء على أفضل الممارسات والحلول التكنولوجية الخاصة بالمجالات ذات الأهمية الاستراتيجية لدولة قطر، بما يضمن تعزيز الابتكار وريادة الأعمال على المستوى الوطني.

تعريف بالمستقبل

كما أتاح برنامجٌ يختص بالذكاء الاصطناعي، وتقدمه إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، الفرصة للطلاب الجامعيين داخل قطر وخارجها للتعمق في مجال التكنولوجيا، والتعرف على كيف يمكن لها أن تؤثر في مستقبلنا.

كان البرنامج جزءًا من فعاليات أكاديمية الهندسة الصيفية بجامعة تكساس إي أند أم في قطر، والتي تعمل على تشجيع الطلاب الجامعيين على متابعة الدراسات العليا وتحصيل درجات علمية متقدمة. وقد عرّفَ المشاركين بموضوعات مثل التعلم الآلي، ونظرية المعلومات، وأتاح لهم أيضًا المشاركة في المناقشات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.

كما نشر باحثون لدى معهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، ورقة بحثية قدمت منظورًا شاملًا حول الذكاء الاصطناعي خلال العقد الماضي، بالتعاون مع زملاء لهم في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، وجامعة سارلاند بألمانيا.

وقد احتفت الورقة البحثية بالذكرى السنوية العاشرة لإطلاق AlexNet، وهي قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على مجموعة كبيرة من الصور المصنّفة، واستعرضت الوضع الراهن لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وحددت الاتجاهات السائدة في هذا المجال البحثي، وقدمت رؤى حول القضايا الاجتماعية والتقنية المنبثقة عن التكنولوجيا.

copy short url   نسخ
20/04/2024
50