تطـــــور مســــــتمرفي النقل والمواصلات

يشهد قطاع النقل والمواصلات في دولة قطر تطورات مستمرة على مدار السنوات الأخيرة، وذلك على مستوى البنية التحتية أو في وسائل النقل والمواصلات، وباتت الدولة اليوم تمتلك منظومة نقل متكاملة ومترابطة ومستدامة وضعتها بمكانة رائدة على خريطة قطاع النقل، ومكنتها من استضافة كبرى الفعاليات بكل كفاءة.

ولعب هذا القطاع دورا كبيرا في انجاح الفعاليات والمحافل الدولية التي تستضيفها دولة قطر باستمرار على مستوى كافة القطاعات، وكان أبرزها في السنوات الأخيرة الدور الذي لعبه هذا القطاع في إنجاح بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، إضافة إلى معرض إكسبو الدوحة للبستنة، وغيرها الكثير من المحافل التي تستضيفها الدولة.

وتقوم وزارة المواصلات والهيئات التابعة لها مثل الموانئ والطيران المدني بجهود كبيرة؛ من أجل التطوير الدائم في هذا القطاع.

بالإضافة إلى الدور الكبير الذي تقوم به شركة سكك الحديد القطرية «الرّيل» في سبيل تطوير خدمات مترو الدوحة وترام لوسيل، وهو ما وضع دولة قطر بمكانة رائدة على خريطة قطاع النقل.

ويسير قطاع النقل والمواصلات بخطى تنموية متسارعة في جميع المجالات، حيث تواصل وزارة المواصلات وضع الخطط وبرامج العمل لتحقيق الاستدامة لهذا القطاع الحيوي، بما يحقق مستقبل مزدهر لاقتصاد الدولة وللأجيال القادمة وتصدر قائمة إنجازات وزارة المواصلات خلال العام 2023 منظومة النقل الكهربائي والذكي، والتي تساهم في تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في قطاع النقل والمواصلات.

وواصلت الوزارة مهامها المنوطة بها، وعملت على تطوير مشاريع البنية التحتية والخدمات المساندة لقطاع النقل والمواصلات، وتوّجت هذه الجهودٌ بامتلاك دولة قطر منظومة نقل (بري وبحري وجوي) متكاملة ومترابطة وصديقة للبيئة ومستدامة، وضعتها بمكانة رائدة على خريطة قطاع النقل العالمي، لتكون إرثاً حقيقياً للأجيال المقبلة، وتدعم الاقتصاد الوطني، وتحقق ركائز رؤية قطر الوطنية 2030، في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والبيئية.

وعلى المستوى التشريعي والتنظيمي، سعت وزارة المواصلات إلى تطوير التشريعات المرتبطة بقطاع المواصلات في الدولة من خلال إصدار قوانين وقرارات وزارية، بالإضافة إلى التوقيع على اتفاقيات ومذكرات التفاهم مع عدد من الدول في مجال المواصلات والنقل.

الحافلات الكهربائية

وتنفيذاً لاستراتيجية وزارة المواصلات في التحول الشامل للطاقة النظيفة، أطلقت الوزارة استراتيجية التحول الشامل التدريجي لمنظومة الحافلات الكهربائية للنقل العام لتعمل بالطاقة النظيفة بنسبة 100 % بحلول عام 2030، وقطعت الوزارة أشواطا متقدمة في تنفيذ هذه الاستراتيجية، حيث بلغت نسبة تشغيل الحافلات الكهربائية في أسطول النقل العام نسبة 70 % خلال العام 2023، لتكون دولة قطر من أعلى الدول بالمنطقة تحقق هذه النسبة في قطاع النقل العام صفري الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى ذلك تم دعم تنفيذ هذه الاستراتيجية ببنية تحتية متكاملة تحقق منافع متعددة أهمها توفير استهلاك الطاقة والوقود، وتخفيض الانبعاثات الضارة والبصمة الكربونية للدولة، وبالتالي تحسين جودة الحياة.

وتعمل وزارة المواصلات بالتعاون مع المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) لتطوير بنية تحتية حديثة ومستدامة داعمة للمركبات الكهربائية، عبر نشر معدات الشحن الكهربائية السريعة في مختلف أنحاء الدولة، حيث تم تحديد 9 أنواع من المواقع تنقسم بين مواقع الشركات والتسوق والقطاع السكني ونقاط المرور ودور العبادة والخدمات العامة والمرافق الترفيهية والرياضية وتم توزيع 200 موقع لمحطات الشحن على مستوى دولة قطر تنقسم لحوالي 600 وحدة شحن تنفذ تباعا حتى العام 2025، وخلال العام 2022 تم تركيب وتشغيل أكثر من 130 شاحن كهربائي، وخلال العام 2023 تم تركيب 100 شاحن آخر، وجار العمل على تركيب وتشغيل 150 وحدة شحن خلال العام 2024.

كما تقوم الوزارة بالتنسيق مع مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والجهات الخاصة والفنادق والمجمعات التجارية الكبرى لتوفير معدات شحن كهربائية في مقر عملهم وفقا للدليل الاسترشادي المتضمن المعايير والمواصفات القياسية لمعدات الشحن الكهربائية، ووفقا للآلية المتبعة والاشتراطات الخاصة بتركيب معدات الشحن الكهربائية التي تم إعدادها من قبل فريق العمل المشترك بين وزارة المواصلات وكهرماء، حيث تم تركيب وتشغيل ما يزيد عن 40 شاحنا كهربائيا في هذه الأماكن، وذلك من أجل نشر وتعزيز استخدام المركبات الكهربائية.

وإيماناً من الوزارة بالدور الريادي الذي ستلعبه السيارات الكهربائية والسيارات ذاتية القيادة في المستقبل القريب، تقوم الوزارة حالياً بدراسة المعايير والمواصفات والمقاييس الفنية للسيارات الكهربائية بالتعاون مع الجهات المعنية؛ بغرض وضع واعتماد الحد الأدنى من المواصفات الفنية ومعايير السلامة لهذا النوع من المركبات، وإنشاء مركز متخصص لفحص واختبار مدى تطابق مواصفاتها، وإصدار شهادات الاعتماد الخاصة بها.

ودعماً للابتكار ومواكبة التطور العالمي في قطاع النقل، أطلقت وزارة المواصلات خلال العام 2023 استراتيجية المركبات ذاتية القيادة، والتي تشمل تنفيذ خطة خلال الأعوام الخمس المقبلة لتنظيم شروط وأحكام استخدامات هذه المركبات داخل دولة قطر؛ بهدف توفير وسائل ونظم نقل ذكية صديقة للبيئة.

وتعزيزا لهذا الدور الرائد في مجال البيئة، أطلقت الوزارة سياسة استخدام وقود الديزل النقي المكافئ للتصنيف الأوروبي (EURO-5) لكافة الحافلات والشاحنات التي سيتم استيرادها لدولة قطر، ابتداء من الطرازات المصنعة للعام 2023.

مشاريع مستدامة

وكانت قد احتلت دولة قطر المرتبة التاسعة عالميا في مؤشر جاهزية التنقل الكهربائي العالمي «جيمريكس 2023» الذي أصدرته «آرثر دي ليتل» شركة الاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم.

ويشمل هذا المؤشر 35 سوقا في جميع القارات، ما يجعله الأكثر شمولا على مستوى الصناعة حتى اليوم.

وجاء هذا الإنجاز ليعكس التزام دولة قطر بتعزيز التنقل المستدام، حيث استثمرت بكثافة في مشاريع النقل العام والبنية التحتية الخضراء لتوفير أنظمة نقل متكاملة وعالمية المستوى ومتعددة الوسائط تقدم خدمات نقل صديقة للبيئة، تماشيا مع أهداف استراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغير المناخي، وتحقيقا لرؤية القيادة الرشيدة وركائز رؤية قطر الوطنية 2030.

وانطلاقا من هذا الالتزام عملت وزارة المواصلات على توفير حلول نقل مبتكرة وصديقة للبيئة تدعم كافة جوانب التنمية التي تنتهجها الدولة، وتأتي في إطار استراتيجية شاملة ومتكاملة أعدتها الوزارة للتحول التدريجي لمنظومة حافلات النقل العام إلى حافلات كهربائية بنسبة 100 % بحلول عام 2030، حيث وصلت نسبة تشغيل الحافلات الكهربائية، إلى ما يقارب 70 %، مزودة ببنية تحتية متكاملة تدعم نظام الشحن الكهربائي، مما يضع دولة قطر ضمن مصاف أعلى الدول، تحقيقا لهذه النسب في قطاع النقل والمواصلات صفري الانبعاثات الكربونية بالعالم، ويحقق بذات الوقت منافع متعددة أهمها توفير استهلاك الطاقة والوقود، وتخفيض الانبعاثات الضارة والبصمة الكربونية للدولة، وبالتالي تحسين جودة الحياة.

وتعزيزا لهذه الجهود تقوم الوزارة بدراسة المعايير والمواصفات والمقاييس الفنية للسيارات الكهربائية بالتعاون مع الجهات المعنية؛ بغرض وضع واعتماد الحد الأدنى من المواصفات الفنية ومعايير السلامة لهذا النوع من المركبات، وإنشاء مركز متخصص لفحص واختبار مدى تطابق مواصفاتها، وإصدار شهادات الاعتماد الخاصة بها، ويأتي ذلك إيمانا من الوزارة بالدور الريادي الذي ستلعبه السيارات الكهربائية.

كما أطلقت الوزارة استراتيجية المركبات ذاتية القيادة، لتنظيم شروط وأحكام استخدامات هذه المركبات داخل دولة قطر، بهدف توفير وسائل ونظم نقل ذكية صديقة للبيئة، مما يعزز من مكانة دولة قطر العالمية في اعتماد التنقل الكهربائي ودعم الابتكار ومواكبة تطورات قطاع النقل الصديق للبيئة.

خدمات المترو والترام

وضمن الإنجازت التي حققها قطاع النقل والمواصلات مؤخرا، فقد نالت شركة سكك الحديد القطرية الريل شهادة الخمس نجوم للتميز المؤسسي الشامل من قبل المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة.

ويعتبر حصول الريل على هذا التقدير كمؤسسة ذات خمس نجوم، شهادة على تبنيها التميز التشغيلي ومواصلة السعي نحو التحسين المستمر.

وشهدت مسيرة الريل إنجازات ملحوظة، بما في ذلك تسليم شبكة مترو الدوحة في الوقت المحدد وبتكاليف أقل من الميزانية المقررة، واعتماد أفضل المعايير في مجالات الاستدامة والسلامة وتسليم المشروعات وكفاءة التكاليف، كما كانت جزءا من بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث نقلت بنجاح أكثر من 18 مليون راكب عبر 8 استادات خلال البطولة، فيما تجاوز عدد ركاب مترو الدوحة 150 مليون راكب منذ انطلاق عملياته التشغيلية في 2019.

وحصلت الشركة على جوائز مرموقة في مجال الجودة، من بينها: شهادة ISO 9001 وISO 14001 وOHSAS 18001 في فبراير 2015، وشهادة التميز من مستوى النجمتين من قبل المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة EFQM في نوفمبر 2017، وإعادة اعتماد شهادات ISO 9001 وISO 14001 وOHSAS 18001 في فبراير 2018، وإعادة اعتماد شهادات ISO 9001 وISO 14001 وISO 45001 في فبراير 2021، قبل أن تتوج مسيرتها بالحصول على شهادة التميز المرموقة من مستوى الخمس نجوم من قبل EFQM في ديسمبر 2023.

وأطلقت الريل مؤخرا خدمات ترام لوسيل على الخطوط والمحطات الجديدة، ضمن توسعة نطاق خدمات شبكة ترام لوسيل والتي تشمل بدء تشغيل الخط الوردي، واكتمال تشغيل جميع محطات الخط البرتقالي في الشبكة.

وأكدت شركة سكك الحديد القطرية (الرّيل) على أهمية هذه الخطوة الاستراتيجية التي ستسهم بشكل فاعل في تطوير منظومة النقل العام في مدينة لوسيل، من خلال توفير شبكة نقل عصرية ومستدامة.

ومع بدء تشغيل هذه المرحلة من الشبكة، اكتمل تشغيل جميع محطات الخط البرتقالي، حيث شملت قائمة المحطات الجديدة بذلك الخط كلا من: نيفا، جيل ثعيلب – جنوب، داون تاون لوسيل، شارع الخيل، جبل ثعيلب – شمال، الحديقة الهلالية – شمال، روضة لوسيل، أركية، استاد لوسيل، الياسمين. كما تشمل هذه المرحلة تشغيل جميع محطات الخط الوردي بداية من لقطيفية وصولًا إلى محطة سيف لوسيل - شمال، وذلك باستثناء محطة ميدان السعد، حيث سيتم الإعلان عن تشغيلها في وقت لاحق. ويوفر الخط الوردي والمحطات التي تم افتتاحها إمكانية الوصول المباشر إلى عديد من المناطق والوجهات الرئيسية في مدينة لوسيل، بما في ذلك مناطق السيف، والحديقة الهلالية، ودرب لوسيل، وجزيرة المها وغيرها.