+ A
A -
جريدة الوطن

تكشف ملامح فلسطينيين مفرج عنهم مؤخراً من سجون الاحتلال، فظاعة ما يعانيه الأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر/‏ تشرين الأول 2023، وتقول مؤسسات تعنى بشؤونهم إن هذا التاريخ «شكل محطة فرضت تحولات جذرية على واقعهم».

نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تداولوا صوراً ومقاطع فيديو، تظهر مشاهد قاسية لأسرى أفرج عنهم مؤخراً، وتبرز تنوع العذابات التي لحقت بهم في سجون الاحتلال.

فيما تشير المعطيات إلى «تعمد» التعذيب والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين، وتذكر المؤسسات التي تعنى بشؤونهم، أن الاحتلال قتل العشرات منهم داخل السجون منذ 7 أكتوبر/ ‏تشرين الأول الماضي، عُرف منهم 16 اسماً فقط. ومؤخراً أفرجت قوات الاحتلال عن نائب رئيس الوزراء السابق، والأكاديمي الفلسطيني المعروف ناصر الشاعر، بعد أشهر من اعتقاله، وأظهرت الصور مفارقة كبيرة بين ما قبل وبعد اعتقاله، حيث خرج نحيلاً فاقداً لوزنه.

واتهمت مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى إسرائيل بتنفيذ «جرائم مروعة بحقّ الأسرى، أدت إلى مقتل 16 أسيرًا جرّاء عمليات التّعذيب الممنهجة، والجرائم الطبيّة، وسياسة التجويع، إضافة إلى جملة من الانتهاكات وعمليات التنكيل والاعتداءات التي طالت الأسيرات والأسرى منهم الأطفال وكبار السّن والمرضى».

وأشارت المؤسسات أن «قضية معتقلي غزة تبقى حبيسة لجريمة الاختفاء القسري التي فرضها الاحتلال عليهم منذ العدوان، حيث تعرض الآلاف من قطاع غزة للاعتقال خلال عمليات الاجتياح البري لغزة، منهم نساء وأطفال ومسنين ومرضى».

ولفتت إلى أن التقارير الإعلامية الإسرائيلية «كشفت عن مجموعة من المعطيات المروعة، كان أبرزها استشهاد 27 معتقلًا من غزة داخل المعسكرات التابعة للجيش».

وتستمر إسرائيل، بشكل يومي، في اعتقال الفلسطينيين، حيث اعتقلت منذ 7 أكتوبر 8270 فلسطينيا من الضفة الغربية والقدس الشرقية، ليبلغ مجموع الأسرى في السجون 9500، بحسب تقارير حقوقية.

وأعلنت مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى، وفصائل فلسطينية عن فعاليات جماهيرية في كافة مدن وبلدات الضفة الغربية إحياء ليوم الأسير، وتضامنا مع الأسرى في السجون، ورفضا لحرب الإبادة في غزة.

الأسرى في أرقام

وبحسب معطيات لنادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، اطلع عليها مراسل الأناضول، تعتقل إسرائيل 9500 فلسطيني (لا يشمل الرقم أسرى قطاع غزة)، بينهم 80 سيدة، منهم 3 أسيرات رهن الاعتقال منذ ما قبل 7 أكتوبر، و200 قاصر. وتشير المعطيات إلى أن 3660 معتقلا إداريا في السجون الإسرائيلية (دون تهمة) بينهم 22 سيدة و40 طفلا، وتلفت إلى أن سياسة الاعتقال الإداري تصاعدت بعد السابع من أكتوبر بشكل لافت.

ويبلغ عدد المعتقلين الذين تم تصنيفهم (بالمقاتلين غير الشرعيين) وفقًا لمعطى إدارة السّجون، (849) وهذا المعطى حتى بداية نيسان 2024.

أما أعداد المعتقلين المرضى، فقد تصاعدت بعد السابع من أكتوبر، «فهناك المئات من المرضى والجرحى، وأعدادهم في تصاعد مستمر جراء الجرائم والسياسات والإجراءات الانتقامية الممنهجة التي فرضها الاحتلال على الأسرى، وأبرزها التّعذيب والجرائم الطبيّة»، وفق نادي الأسير.

وتعتقل إسرائيل 56 صحفيًا منهم 45 اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر، وما زالوا رهن الاعتقال، من بينهم 4 صحفيات.

وتظهر المعطيات أن إسرائيل تعتقل 21 أسيرا، منذ ما قبل اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل، (عام 1993)، يضاف لهم 11 أسيرًا اعتقلوا قبل توقيع اتفاقية «أوسلو» وأفرج عنهم ضمن صفقة «وفاء الأحرار» التي تمت عام 2011، بين المقاومة وإسرائيل مقابل الجندي «جلعاد شاليت»، وأعيد اعتقالهم عام 2014. كما مضى على أسر مئات الأسرى أكثر من 21 عاما، جلهم يقضون أحكامًا بالسّجن المؤبد. ومن بين المعتقلين، وفق نادي الأسير، 600 معتقل يقضون أحكاما بالسّجن المؤبد (99 عاما حسب القانون العسكري الإسرائيلي) لمرة واحدة أو عدة مرات، بينهم الأسير عبد الله البرغوثي المحكوم بالسجن 67 مؤبدا.

أسرى فارقوا الحياة

وتشير معطيات نادي الأسير إلى «استشهاد 252 معتقلا داخل السجون، منذ عام 1967».

ومن بينهم «16 أسيرًا استشهدوا بعد السابع من أكتوبر (لا يشمل أسرى قطاع غزة)».

وتحتجز السلطات الإسرائيلية جثامين 27 أسيرا، وترفض تسليمهم لذويهم، أقدمهم أنيس دولة، الذي توفي في سجن عسقلان عام 1980.

أسرى ما بعد 7 أكتوبر

ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، إلى 8 آلاف و270 منذ 7 أكتوبر/‏ تشرين الأول 2023، وتشمل معطيات المعتقلين منذ 7 أكتوبر الماضي مَن أبقت إسرائيل على اعتقالهم ومن أفرجت عنهم لاحقا.

ومن بين المعتقلين 275 سيدة، و520 قاصرا، و66 صحفيا، فيما بلغت أوامر الاعتقال الإداري أكثر من 5168 أمرا ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، بعضها بحقّ أطفال ونساء.

ويرافق حملات الاعتقالات المستمرة منذ السابع من أكتوبر انتهاكات متصاعدة، منها: عمليات تنكيل واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التّخريب والتّدمير الواسعة في منازل المواطنين، ومصادرة المركبات، والأموال، فضلا عن عمليات التدمير الواسعة التي طالت البُنى التحتية تحديدًا في مخيمات طولكرم، وجنين ومخيمها.

copy short url   نسخ
19/04/2024
5