+ A
A -
حمادة فراعنة كاتب أردني

مقبرة جماعية تم كشفها في باحة مستشفى الشفاء في غزة، تضم جثامين رجال ونساء وأطفال، بملابسهم أو بدون، مرضى كانوا أو أصحاء، ومظاهر الأدوات العلاجية على بعضهم مما يدلل أنهم كانوا على أسرة المرض وتمت تصفيتهم، ودفنهم بالجرافات كأنهم كمية من اللحم غير الحي في باحة المستشفى، وبأي شكل همجي، في جريمة بشعة بحق الإنسان.

ما يجري لأهل فلسطين في غزة، تعجز المفردات عن توفير الوصف له: جريمة، نكبة، مأساة، فاجعة، تعجز مفردات اللغة عن توصيف ما يتعرضون له من إذلال، وقتل وإبادة جماعية وتطهير عرقي، وها هي مقبرة مستشفى الشفاء تنزع الغطاء عن جريمة مروعة ارتكبتها قوات المستعمرة بحق المرضى والأطباء والممرضين والعاملين. جريمة فقدان 400 شخص كما تُقدر إدارة المستشفى عبر التدقيق بالأسماء الغائبة المختفية منذ إجتياج المستشفى، بدأت تبرز جثامينهم بعد إكتشاف المقبرة في ساحة المستشفى، مدفونين تحت التراب بفعل الجرافات.

في قطاع غزة ما زالت المعركة مفتوحة، ولم تنته. قتلوا عشرات الآلاف، وأصابوا أضعافهم بالأذى الجسدي، وأفقدوا ودمروا وخربوا أضعاف أضعافهم بيوتهم ومساكنهم ومقار أعمالهم، وحولوهم إلى الفقر وعدم الاستقرار.

ما يفعله المستوطنون المستعمرون في قرى ومدن الضفة الفلسطينية بحرق الممتلكات من بيوت وسيارات لجعل حياتهم شاقة وصعبة، وتحويلها إلى العدم، وغير آمنة، وغير مستقرة، وتفتقد للطمأنينة والحياة الطبيعية، امتداد لنفس البرنامج والنتيجة كما يجري في غزة.

فلسطين وأهلها وشعبها يحتاجون للدعم والإسناد المالي تعويضاً عن خساراتهم في البيوت والممتلكات، لعلهم يعيدون بناء ما تهدم ليحافظوا على البقاء والصمود.{القدس الفلسطينية

copy short url   نسخ
18/04/2024
20