+ A
A -
تستحق الجهود التي تبذلها حكومة الوفاق الوطني الليبية، لبسط سيادتها وشرعيتها وإعادة الاستقرار, الإشادة والتقدير.
فهذه الحكومة التي تشكلت بناء على اتفاق قوى وطنية ليبية، وحازت دعم وتأييد المجتمع الدولي، ومنذ وصولها إلى العاصمة الليبية، وضعت على قائمة اولويات عملها الأمني، أن تخلص البلاد من التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم داعش، الذي استغل حالة الانقسام والتشرذم والصراع في ليبيا، وسيطر على مدن كان أبرزها مدينة سرت، مسقط رأس العقيد القذافي. وبعد ايام من قتال ضار، وحرب شوارع في المدينة، أحكمت قوات الوفاق سيطرتها على المرافق الرئيسية في سرت بعدما نجحت في استعادة ميناء المدينة من أيدي التنظيم وأحبطت محاولاته للدخول إلى الميناء مجددا.
تلك خطوة مهمة ومفصلية، ليس فقط في ما يخص تحرير مدينة سرت، وإنما في الأزمة الليبية بأسرها. فبكل تأكيد ستمنح هذه الخطوة المهمة مزيدا من القوة والقدرة لقوات الوفاق، لبسط نفوذ الحكومة وسيطرتها على الأراضي الليبية الشاسعة. وهو ما يؤكد أن الوحدة هي السبيل الوحيد لبناء ليبيا الجديدة. ليبيا التي أرادها الليبيون عندما ثاروا في وجه الديكتاتورية. تحتاج ليبيا ان تستلهم اسم البنيان المرصوص، الذي تحمله القوات التي دحرت داعش في سرت. لتجعل منه شعارا لليبيين جميعا. كما تحتاج حكومة الوفاق إلى مزيد من الدعم العربي والدولي، والضغط على دعاة الفرقة والتشرذم الذين مازالوا يصرون على عرقلة عمل حكومة الوفاق .
copy short url   نسخ
12/06/2016
571