+ A
A -
جريدة الوطن

كالكبار تصرفت إيران في الرد على العدوان الاسرائيلي على قنصليتها في دمشق.. ووفق أحكام القانون الدولي. دعوا إلى عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لإدانة عدوان الأول من أبريل / نيسان على قنصليتها في العاصمة السورية. إلا أن محامي الكيان الصهيوني – الولايات المتحدة – أبى واستكبر ولم يترك أمام القيادة الإيرانية إلا اللجوء إلى الحق المشروع في الدفاع عن النفس الذي تكفله المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة..هذا هو «الصبر الاستراتيجي». رباطة الجأش الإيرانية حالت دون الاستسلام للعواطف والانفعالات الآنية، التي للأسف لطالما قادت إلى قرارات متهورة وحتى مدمرة. الإيرانيون أثبتوا أنهم أصحاب خبرة وحنكة سياسيتين تقودان إلى اتخاذ قرارات صائبة ومسؤولة. أخذوا مهلة أسبوعين للتفكير والتخطيط والاتصالات قبل الشروع في التنفيذ..طهران لم تكتفِ فقط بتحذير «إسرائيل» وداعميها والمتواطئين معها مسبقا، بل أخبرت حتى شركاءها مثل روسيا قبل ساعات من الرد الانتقامي. .البعض استغرب إعلان إيران عن إطلاق مسيراتها وصواريخها على الملأ قبل ان تصل هذه المقذوفات إلى أهدافها لتفقد الضرب طابع المفاجأة والمباغتة. هؤلاء لا يعرفون ان وسائل الاستطلاع والتجسس الحديثة ترصد أي نشاط عسكري في مهده وتحسب مسار الصاروخ ومقصده منذ لحظة انطلاقه..العسكريون الإيرانيون يعرفون إمكانات العدو وحلفائه، لذا استخدموا الأسلوب الأنجع والمجرب من قبل القوات الروسية في أوكرانيا: إجهاد الدفاعات الجوية بأسراب من المسيرات، أما الصورايخ الأكثر دقة وقدرة تدميرية فتشكل الموجة التالية من الضربة وتنقض على أهدافها. الإيرانيون لم يتعرضوا لأي أهداف مدنية، بل استهدفوا القواعد التي انطلق منها العدوان الاسرائيلي على القنصلية وحققوا إصابات مؤكدة. .إذا أرادت «إسرائيل» ان تجرب قدرة هذا الردع فلتفعل، لكن من المستبعد ان تسمح لها إدارة بايدن المهتزة ان تفعل!د. سلام العبيدي

كاتب عراقي

copy short url   نسخ
16/04/2024
40