+ A
A -
جريدة الوطن

قرار الرد الإيراني على القصف «الإسرائيلي» للقنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني، كانت طهران حريصة على ان يكون من داخل الأراضي الإيرانية باتجاه «إسرائيل»، وليس عبر حلفائها في المنطقة، للتأكيد على ان إيران قوة إقليمية قادرة ان تفرض معادلات في المنطقة، وأن ترد من داخل الأراضي الإيرانية، ولذلك جاء الرد بالقصف لمناطق واسعة في «إسرائيل» ممتدة من النقب وديمونا وايلات إلى الضفة الغربية «المستوطنات المنتشرة عليها» والقدس ومناطق الوسط تل ابيب وغوش دان وغيرها من المناطق الأخرى، حيث استخدم في القصف أكثر من 300 مسيرة وصاروخ من طراز كروز وصواريخ مجنحة، يبدو انها التي أصابت القاعدة العسكرية في النقب وأحدثت بها دماراً كبيراً.

إيران في ردها قالت بشكل واضح بأنها قوة إقليمية كبرى في المنطقة، وقادرة ان تفرض شروطها ومعادلاتها، وهي لا تتسامح ضد أي عدوان أو مس بقادتها ومنشآتها والعبث بأمنها واستقرارها، داخل الأراضي الإيرانية وخارجها، وستعاقب كل من يستهدفها ويستهدف وجودها في المنطقة والإقليم.

وشاهدنا كيف بدأ ردها بالاستيلاء على سفينة مملوكة لرجل الأعمال «الإسرائيلي» ايال عوفر، في مضيق هرمز وجرها إلى المياه الإقليمية الإيرانية.. واستهداف تلك السفينة التي كانت متجهة إلى الهند، رسالة واضحة من طهران بأنها ستقطع وتغلق الطريق البري لنقل البضائع إلى «إسرائيل».

الرد الإيراني والذي على ما يبدو بأن واشنطن ستلجم نتانياهو من الرد عليه، حتى لا تتسع رقعة الحرب وتتحول إلى حرب اقليمية، ربما يقود إلى تفاوض على حافة الهاوية بين إيران وأميركا، أي فتح آفاق لحلول سياسية شاملة، تبدأ بوقف إطلاق النار على الجبهة الفلسطينية مرورا بالجبهة الشمالية وجبهات سوريا والعراق والبحر الأحمر.. وإذا لم تقم أميركا بلجم نتانياهو ومنع تهوره وحماقته، وفشل الحل السياسي، فالمنطقة ستكون أمام حرب إقليمية شاملة، ولربما أوسع من ذلك في ظل المواقف التي عبرت عنها روسيا وكوريا الشمالية، التي تدرك الخطر على أمنها واستقرارها ومصالحها الإستراتيجية، إذا ما تدخلت أميركا واوروبا الغربية لتشارك «إسرائيل» في العدوان على إيران، فإنها ستقف عسكرياً إلى جانب إيران.

المنطقة مفتوحة على كافة الخيارات وطهران قالت بأن المرحلة الأولى من الرد والتي عنونها المرشد الأعلى الإمام علي خامينئي بالانتقام قد انتهت، واذا ما ردت «إسرائيل» ستكون هناك مراحل ثانية وثالثة ورابعة.راسم عبيدات

كاتب فلسطينيالقدس الفلسطينية

copy short url   نسخ
16/04/2024
60