+ A
A -
جريدة الوطن
الدوحة /قنا/ تولي دولة قطر اهتماما متواصلا بالتراث الثقافي منذ صادقت على اتفاقية اليونسكو 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي عام 2008، والتي تعد مرجعا رئيسيا للدول الأطراف في وضع السياسات العامة وسن التشريعات والقوانين لاتخاذ التدابير اللازمة لذلك.

وتقيم وزارة الثقافة احتفالا خاصا بالذكرى الـ20 لاتفاقية 2003 والخاصة بصون وحماية التراث الثقافي غير المادي، حيث سيقام بهذه المناسبة معرضا يبرز التراث الثقافي القطري بعد غد الاثنين بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ بباريس، ويسلط المعرض الضوء على "المجلس: فضاء اجتماعي وثقافي"، والحرف والصناعات التقليدية، ونماذج من تراث "الصقارة" الذي تم تسجيله في القائمة التمثيلية لـ/اليونسكو/ في العام 2015، إلى جانب الفنون الشعبية وفنون الطهي الشعبي، كما يضم المعرض جناحا للصور التي تبرز إنجازات دولة قطر في صون التراث.

ويأتي اهتمام دولة قطر بالتراث الثقافي الوطني، إلى جانب دورها على المستوى الدولي، فعلى المستوى الوطني أطلقت قطر العديد من المبادرات التي تحقق التعاون والانسجام بين جهود مختلف مؤسسات الدولة المعنية بحفظ التراث الثقافي غير المادي، كما سعت إلى تسجيل عدد من العناصر الثقافية ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى منظمة لأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة"اليونسكو" ومن أهمها ملفات: الصقارة / القهوة العربية / المجلس/ النخلة/، وغيرها/.

ومن الملفات في اليونسكو، ملف الصقارة وهو ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في اليونسكو عام 2010، وأيضا ملف القهوة العربية رمز الكرم، حيث أدرجت "القهوة العربية " ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، كملف عربي مشترك في 2015، بالإضافة إلى ملف المجلس العربي: فضاء اجتماعي وثقافي، حيث تم إدراج عنصر "المجلس: فضاء اجتماعي وثقافي" ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في اليونسكو، كملف مشترك في عام 2015، وكذلك ملف النخلة والعادات والطقوس المرتبطة بها، وأدرجت النخلة على القائمة التمثيلة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية بعنوان "نخيل التمر: المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات" في عام 2022.

ويعتبر انضمام دولة قطر إلى الدول المسجلة لملف "النخلة" شاهدا على ارتباط تاريخ وثقافة دولة قطر بهذا العنصر المهم، ذي البعد الثقافي والاجتماعي والاقتصادي في المجتمع المحلي في الدولة، ولا سيما أن النخلة تتمتع بتراث عريق وأصيل في ثقافة المجتمع القطري والمنطقة العربية، كما أن لها رمزية استثنائية للعطاء، تتمحور حولها العديد من الأسس في ثقافتنا، فقد مثلت عصب الحياة الاقتصادية والاجتماعية للأجداد قديما وعلى مر الأجيال حتى عصرنا هذا، ومن خلالها تمكنوا من البناء والتواصل مع الثقافات الأخرى، فبقيت النخلة أساسا في المجتمع القطري والعربي عبر العصور.

وأجازت اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في دورتها العاشرة ملفي "المجلس والقهوة العربية"، وتم ادراجهما رسمياً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، وقدم هذين الملفين 4 دول هي قطر والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة.

كما تسعى قطر إلى إدراج عدد من العناصر الثقافية الأخرى ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو على الصعيدين الوطني والمشترك التزاما من الدولة بالحفاظ على موروثها الثقافي وتوثيقه، والتوعية به ومشاركته.

وتقود دولة قطر صاحبة مبادرة تسجيل "البشت" على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الجهود العربية لمتابعة إجراءات التسجيل وذلك بالتعاون مع الـ"ألكسو"، حيث عملت الدولة من قبل على تسجيل عدد من الملفات العربية المشتركة مثل ملفي /النخلة/ و/الخط العربي/، إلى جانب ملف النقش على المعادن والذي سيتم تسجيله قريبا على القائمة التمثيلية للتراث العالمي بمبادرة وقيادة العراق، ويشارك فيه 14 دولة عربية.

copy short url   نسخ
13/04/2024
60