م. أنس معابرةها قد انقضى شهر رمضان المبارك، نسأل الله عز وجل أن يتقبل صيامنا وصلاتنا ودعاءنا، وأن يجعلنا فيه من العتقاء من النار، وحل علينا بحمد الله وفضله عيد الفطر المبارك؛ فكل عام وأنتم بألف ألف خير.
مواسم الطاعات لا تنتهي، فما إن ينقضي شهر رمضان الذي نعتبره واحة إيمانية كبيرة، عامرة بأشكال العبادة المختلفة كالصيام والصلاة والصدقة؛ حتى يحل علينا شهر شوال، والذي لا يخلو من الفرص الإيمانية العديدة، تأكيداً للعبادات التي أديناها في شهر رمضان، ودواما لها في قابل الأيام والأشهر..
نذكركم بصيام ستة أيام من هذا الشهر الفضيل، امتثالاً للأمر النبوي بذلك حين قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ». وهي فرصة إيمانية كبيرة بفضل الله، تحصل فيها على الأجر الكبير مقابل صيام ستة أيام فقط.
ولا بدّ أن تعلم أن من أهم علامات قبول الطاعة؛ دوامها، فاحرص على الصلاة كما كنت تحرص عليها في رمضان، وكذلك أن تكون الصلاة جماعة في المسجد لفضلها على صلاة الفرد لوحده، ولا تتساهل في أداء الصوات خصوصاً صلاة الفجر، فلا تنم عنها، بل حاول أن تجعل أداءها جماعة في المسجد عادة لك.
وحين سئل العلامة ابن باز عن علامات قبول الطاعة أجاب: «علامة قبولها استقامة أحوال الإنسان، كونه يتقدم في الخير، والاجتهاد في الخير، هذه علامة أنه موفق، وأن أعماله مقبولة كونه يجتهد في الخير، ويستمر على الطاعات، وعلى صحبة الأخيار، هذا دليل على أن الرجل قد تقبل منه، وقد وفق للمجاهدة والاستمرار».
ولا تقطع الصدقة التي داومت عليها في شهر رمضان الفضيل، فالصدقة لها أشكال كثيرة، منها صدقة المال، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحسن الخلق، بل وحتى الابتسامة في وجه أخيك المسلم صدقة، وقد تناولت هذا الموضوع بالتفصيل في المقالات الأربع الماضية خلال شهر رمضان الفضيل.
من الممكن القول بأن شهري شوال وذا العقدة هما فترة اختبار فعلي لمدى التزامك بالعبادة وحسن الخلق والمداومة عليها لبقية أيام العام، فإذا كنت تخص شهر رمضان بعبادات معينة مثل قراءة القرآن الكريم، وقيام الليل وصلاة التراويح، وصلاة الضحى، فاحرص على استمرارية أدائها خلال هذين الشهرين الكريمين.
والدعاء هو العبادة، وهو شكل جليل من أشكال العبادة، فكن فطناً بأن لا تترك الدعاء لنفسك ولزوجك وأبنائك وجيرانك وأصدقائك.
ولا تترك لنفسك أن تقودك للعودة إلى شهواتها بعد انقضاء رمضان، بل حاول أن تكبح جماحها ، وكذلك لا بد أن تعود إلى العمل بعد شهر رمضان وعطلة عيد الفطر المبارك بهمةٍ عالية، ونشاطٍ متقد.
