+ A
A -
د. أشرف حسين

نتحدث اليوم عن قضية من أهم القضايا في عصرنا الحالي ألا وهي قضية ما بعد رمضان، هل ستعود المساجد خالية، هل سيهجر القرآن الكريم، هل أخلاقنا سوف تتحسن بعد رمضان؟

لقد رحل عنا الضيف الكريم، وسوف تعود الأيام كما هي ما قبل رمضان، يا ترى هل استفدنا من هذا الشهر الفضيل؟ هل سنواظب على الصلاة في المسجد؟ هل سنستمر في قراءة القرآن الكريم؟ أسئلة كثيرة تتردد على ذهني، هل سيعود الغبار على المصاحف؟ هل ستبكي المساجد على فراق المصلين؟ هل ستعود حياتنا كما كانت؟ أم أنّ رمضان كان سبباً في التغيير، الحمد لله على التمام، الحمد لله على عظيم المنِّ والإنعام، اللهم أعده علينا ونحن في أحسن حال، أتمنى من جميع الناس بعد المدرسة الرمضانية، أن يكون قد استفادوا من صيام شهر رمضان، وقد تعلموا الصبر وقوة الإرادة والعزيمة الصادقة، والمعاملة الطيبة مع الجيران والأقارب والأصدقاء، لأن الدين المعاملة.

أيها الأحبة ها هو شهر رمضان قد رحل عنا، وقد صعدت أعمالنا إلى الله، فقد ربح مَن ربح، وخسر مَن خسر، فالرابح نهنيه، والخاسر نعزيه، فالله تعالى لا يتقبل إلا من المتقين المخلصين، قال تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِن المُتَّقِيْنَ)، أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على الأعمال الصالحة ويداوم عليها، وعادة ما يأتي شهر رمضان فيتعود الناس فيه على قراءة القرآن وصلاة القيام والتراويح والصدقة ونحوها من القربات ولكن ما أن ينقضي رمضان حتى تختفي تلك القربات في دنيا الناس. لذا ينبغي الدوام عليها والاستمرار، حتى يتم للمرء الفلاح ويختم الله له بالخير.

ومن الثوابت الإيمانية بعد رمضان: أن تكون دائم التوبة للرحيم الرحمن: من منا يستغني عن التوبة بعد رمضان؟! من منا يستغني عن الأوبة إلى الله مع كل نفس من أنفاس حياته؟ قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ [النور:31] لم يقل: أيها العاصون، ولم يقل: أيها المذنبون، بل قال: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]. وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التحريم:8]. وفي صحيح مسلم من حديث ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا أيها الناس! توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة) ربنا يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.

copy short url   نسخ
13/04/2024
75