+ A
A -

فيما كان الشيخ محمد أمين رمضان، يحلق مع أصوات ملائكية ترتل ختمة القرآن الكريم في ليلة القدر بمسجد حمد بن خالد في عين خالد، جاء الخبر من غزة: اليوم قام 500 حافظ وحافظة بسرد القرآن غيبا... فابتهج المعلم أبو الأمين وتألق صوته الرافعي الجهور ليحيي الحفاظ البررة في غزة رغم ظروف الحرب والتجويع، فملأوا عقولهم ومعدتهم بالإيمان الذي به كان طوفان الأقصى، ومن قبل افتتح به محمد القاسم الهند والسند، وبه وقف أبو قتيبة على أبواب الصين حتى دفع إمبراطورها الجزية، وبه فتح محمد الفاتح القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطيه.. وبه حكم المسلمون الأندلس سبعة قرون.. وبه أعاد صلاح الدين الأقصى... إلخ.

انضم 500 حافظ لكتاب الله إلى الـ 50 ألف حافظ غزي بينهم أكثر من 1500 من صفوة الحفاظ الذين يسردون القرآن غيبا في ليلة.. هذا الكتاب ومن يتدبره يتخرج بهذا الإيمان الذي انتصرت به حماس والجهاد الاسلامي في معركة الشرف والعزة رغم الجراح النازفة المكبرة المهللة المحتسبة مما جعل المحلل السياسي الإسرائيلي، ألون مزارحي يقول: «ما أصبح أكثر وضوحاً في هذه اللحظة الفريدة، هو أن حماس، وهي حركة فلسطينية صغيرة، لم تَهزم إسرائيل فحسب، بل الغرب برمته».

لقد انتصرت في ساحة المعركة، وانتصرت في ساحة الرأي العام.. لقد تمكنت من الاستفادة بشكل مذهل، من قراءتها، وفهمها للعقلية الإسرائيلية، واستخدمت كل ما لديها بكفاءة عالية.. لقد كسبت القلوب نحو القضية الفلسطينية، في جميع أنحاء العالم. ولم يتم تدميرها أو تفكيكها.. لقد احتفظت تقريبًا بكل أسير، أسرته قبل 6 أشهر، ولم تستسلم لأي ضغوط.

سيحكم التاريخ على الأشهر الستة الماضية، باعتبارها واحدة من أكثر الإنجازات عبقرية، ربما في التاريخ العسكري كله. وهذا أبعد من أن يتم سبر غوره.

من خلال شن هذه الحرب بهذه الطريقة، ومن دون التفكير أو الإحساس، جعلت إسرائيل من حماس أسطورة المقاومة، التي ستعيش في الذاكرة الثقافية على مر العصور.

لم يكن ليصدق أحد أنهم قادرون على تحقيق ذلك. لكنهم فعلوا، وغيروا التاريخ إلى الأبد.

لن تعود قضية فلسطين إلى الظل مرة أخرى. لقد انتصرت حماس. ولهذا هرعت الدول الغربية صاحبة مشروع الدولة الصهيونية لنجدتها وللأسف وقف المرجفون ينتظرون إنهاء حماس.. ومن لديه 50 ألف حافظ ينصره الله. لنعد إلى كتابنا لعلنا نعود من جديد أمة الأمم.

copy short url   نسخ
08/04/2024
45