+ A
A -

اقتحم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، رفقة شلومو نئمان المسؤول في مجلس المستوطنات، منطقة نبع العوجا، شمال مدينة أريحا، في أحدث إشارة على إمعان الاحتلال في ضم الضفة الغربية ومنطقة الأغوار، خاصة بعد قرار مصادرة ما يزيد عن ثمانية آلاف دونم في الأغوار الوسطى، وتخصيصها كأراضٍ إسرائيلية لبناء مئات الوحدات السكنية، بالإضافة إلى منطقة مخصصة للصناعة والتجارة والتوظيف.

ما يحدث جرائم تتعارض والقانون الدولي، وهي تنذر بتصعيد خطير في الضفة الغربية، فجرائم المصادرة وتحويل الأراضي إلى أراضي دولة أو مناطق عسكرية مغلقة ليتم تخصيصها لاحقاً لصالح تعميق وتوسيع الاستيطان، جزء لا يتجزأ من سياسة إسرائيلية رسمية تسابق الزمن لضم الضفة الغربية المحتلة وتقويض أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، وهي أفعال وأعمال يجب أن تكون محل إدانة من جانب المجتمع الدولي بأشد العبارات الممكنة، والاقتحام الاستفزازي الذي قام به سموتريتش، رفقة المسؤول في مجلس المستوطنات لنبع العوجا، هو تحد خطير للإرادة الدولية واستهتار فاضح بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، على اعتبار أن هذه الزيارة جاءت بعد وعود الوزير الإسرائيلي بالسيطرة على النبع ومصادرة كامل المنطقة التي يقع فيها.

إن ما نراه يعكس، في أحد جوانبه، فشل المجتمع الدولي في النهوض بدوره في تنفيذ القرارات الأممية، الأمر الذي يشجع الائتلاف الإسرائيلي اليميني الحاكم على التمادي في إشعال ساحة الصراع وإدخالها في دوامة من عدم الاستقرار والعنف والفوضى يصعب السيطرة عليها، والأكثر خطورة في الموضوع أن تتحول الضفة إلى غزة أخرى تحت سمع وبصر العالم بأسره.

copy short url   نسخ
07/04/2024
85