+ A
A -
نادية حرحش كاتبة فلسطينية

يستمر العدوان على غزة، وتضيق الأفق عن حلول ترقى للثمن المدفوع من دم ودمار. أكبر الأحلام تكمن في توقف هذه الحرب ليستطيع أهل غزة التنفس بلا دك مدفعيات وقصف صواريخ ليستطيعوا ربما تحسس ما تبقى من حياة في أجسادهم وحولهم من أنفاس لأحبة ومعارف وجيران وأقرباء وغرباء، يستمر العدوان على غزة، واللقمة صارت أكبر امل يعلق الناس بالحياة. لا المأوى ولا الخيمة ولا البيت، لقمة يسد فيها الإنسان جوعه وسط مجاعة محدقة وأمراض تتسلل في غياب ماء صالح للشرب وأبسط احتياجات الإنسان للعيش.

أمام هذا العجز المتمكن منا نكسر صيامنا على موائد إفطار تفيض بما لذ وطاب ونكتفي بالدعاء لأهلنا في غزة، ونكثف الدعوات في قلوبنا على الظالمين. كيف لنا ان نساعد وسط كل هذا العجز؟ فلا يمكن للمساعدات ان تصل، ولا نعرف من نصدق، ولا يوجد من نأمنه أو نؤمنه.

بينما تزداد الصدقات والزكاة في هذا الشهر الفضيل، لا يستطيع معظمنا توجيه محاولاتهم لتقديم المساعدات لأهلنا في غزة وسط هذا الحصار المحكم.

ربما نشاهد الكثير والفائض من المآسي والحاجات الإنسانية العاجلة والضرورية ومحاولات ايصال المعونة للكثيرين، وفي كل مرة نسأل كيف لنا ان نساعد، ربما لم تستطع أصواتنا ولا صيحاتنا ان توقف هذا العدوان. فإيقاف هذه الحرب الغاشمة هي ما يجب أن يحصل أولا وقبل كل شيء.. ربما نستطيع ان نلتف حول ما كان قوّتنا كشعب أعزل يحاصر وجوده الاحتلال قبل أن ألمّت بنا نقمة الّسلطة،، لنعيد تشكيل أنفسنا من خلال عمل شعبيّ فاعل. ربما يجمعنا عجزنا بينما نبكي عوز وألم ودم وجوع غزة، ونحاول ان نقدم الدعم لهكذا مؤسسات تعمل بلا كلل من منطلق الإيمان أن الكرامة حق لوجود الإنسان.رأي اليوم

copy short url   نسخ
01/04/2024
5