+ A
A -
جريدة الوطن

{{ وفاة أبي الفرج بن الجوزي 12 رمضان سنة 597هـ الموافق 16 يونيو 1200م: وهو الإمام العلامة الحافظ المفسر شيخ الإسلام ومفخر العراق، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله، وينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق، ولد سنة 509هـ، توفي أبوه وله ثلاثة أعوام وربته عمته.

والإمام ابن الجوزي حامل لواء الوعظ، يقول النظم الرائق والنثر الفائق على البديهة، لم يأت قبله ولا بعده مثله في هذا الفن مع الشكل الحسن والصوت الطيب والوقع في النفوس وحسن السيرة، وكان يحضر مجالسه في الوعظ الملوك والوزراء وبعض الخلفاء والأئمة والكبراء، ولا يكاد ينقص مجلس وعظه عن ألوف كثيرة حتى قيل إن في بعض مجالسه بلغ عدد الحاضرين نحو مائة ألف، لكن الحافظ الذهبي يعقب على ذلك بقوله: ولا ريب إن هذا ما وقع، ولو وقع لما قدر أن يسمعهم ولا المكان يسعهم.

قال سبطه أبو المظفر: سمعت جدي على المنبر يقول: بأصبعي هاتين كتبت ألفي مجلدة، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألفًا.

وكان الحافظ ابن الجوزي بحرًا في التفسير وعلامة في السير والتاريخ فقيهًا ذا تفنن وذكاء ودوام على الجمع والتصنيف، قال الحافظ الذهبي: ما عرفت أن أحدًا صنف ما صنف.

ولابن الجوزي نحو ثلاثمائة مصنف في التفسير والتاريخ والسيرة وغير ذلك الكثير.

من عيون كلامه: «من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه».

تُوفي -رحمه الله- ليلة الجمعة بين العشاءين الثاني عشر من رمضان سنة 597هـ وكانت جنازته مشورة حتى إن بعض الناس قد أفطــروا مـن شــدة الحــر والزحـــام في تلك الجنازة.

copy short url   نسخ
22/03/2024
70