+ A
A -

في يومها الـ«163» تبدو الحرب على غزة وكأن لا نهاية لها، فلا شيء يلوح في أفق الحلول السلمية التي من شأنها وضع حد لهذا القتل والتدمير الوحشي الذي تمارسه القوات الإسرائيلية ضد مدنيين عُزل، فيما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يواصل تهديداته ويصر على أن قواته عازمة على إنهاء المهمة في رفح بعد إجلاء المدنيين، مشيرا إلى أن حكومته تخوض حملة دبلوماسية لإعطائها وقتا لتحقيق الأهداف العسكرية، وهذا يمر عبر طريق واحد هو الولايات المتحدة، وفق تعبيره، وهذا صحيح إذ طالما غضت الولايات المتحدة الطرف، طالما تمكن نتانياهو من مواصلة جريمته الكبرى في غزة.

إن ما يُقال عن خلاف بين واشنطن وتل أبيب هو أمر لا يمكن البناء عليه، لأن ما نراه في العلن هو دعم أميركي غير محدود للعدوان على غزة، وهذا كل ما يحتاج إليه نتانياهو لمواصلة الجريمة الوحشية في غزة، حيث سقط بالأمس فقط «49» شهيدا نتيجة القصف الإسرائيلي على مناطق وسط القطاع منذ الفجر، بالإضافة إلى الدمار الناجم عن هذا القصف، والحكومة الإسرائيلية ما كانت واصلت هذه الجرائم لولا وجود دعم غربي، أو «سكوت» على أقل تقدير، ما يجعل الغرب متواطئا، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

لقد حذّرت الأمم المتحدة، ومعها العالم بأسره، من أن العملية البرية التي تخطط إسرائيل لشنها على مدينة رفح، ستكون لها عواقب وخيمة على سكان قطاع غزة وعلى إيصال المساعدات الإنسانية، وحدها الولايات المتحدة في مقدورها منع مثل هذه الجريمة عبر موقف واضح لا يقبل التأويل.

copy short url   نسخ
17/03/2024
165