+ A
A -
جريدة الوطن

مِنْ أعظم نعم الله تعالى على عباده المؤمنين أن يُبَلغهم شهر رمضان، فقد فضَّل الله عز وجل هذا الشهر المبارك على سائر الشهور والأيام، فهو فيها كالشمس بين الكواكب.. شهر جعل الله عز وجل صيامه أحَد أركان الإسلام، واختصه بفضائل عظيمة، فهو شهر الصيام والقيام، شهر تتنزل فيه الرحمات، وتُغْفَر فيه الذنوب والسيئات، وتُضاعف فيه الأجور والحسنات، وتُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، ويعتق الله فيه عباده من النيران.. شهر أُنْزِل فيه القُرآن الكريم. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يُبَشِّرُ أصحابه رضوان الله عليهم بقدومه، لِمَا فيهِ مِنَ الخيرِ الكثير، والفضائل والبركات العظيمة.

وكان الصحابة رضوان الله عليهم ـ لِما علموه من فضل وعِظَم شهر رمضان ـ يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم هذا الشهر العظيم، ويدعون الله تعالى ستة أشهر بعده أن يتقبله الله منهم.. لِما اجتمع فيه من فضائل وخيرات لم تجتمع في غيره من سائر الشهور والأيام.. والذي أكرمه الله ببلوغ شهر رمضان، وخرج منه مثلما كان قبله، ولم يورث هذا الشهر الطيب عنده توبة وإنابة مع الله، ولم يحرص فيه على القيام والطاعات، ولم يُقلع عن الذنوب والسيئات، فهو من الخاسرين المحرومين.

وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في بيان خُسْران من أدرك رمضان ولم يُغَفر له كثيرة، منها:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رغِمَ أَنفُ (خاب وخسِر) رجل ذُكِرتُ عندَهُ فلم يصلِّ عليَّ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضان ثمَّ انسلخ (أدرَكَ شَهرَ رمَضان وفرَّط فيه حتَّى انتَهي) قبل أن يُغفَرَ له، ورغمَ أنفُ رجلٍ أدرَكَ عندَه أبواهُ الكِبَر فلم يُدْخِلاهُ الجنة) رواه الترمذي.

مَنْ أدرك شهر رمضان ولم يتب فيه إلى الله فهو الخاسر على الحقيقة.. وأي خسارة وحِرْمان أعظم مِنْ أن يدخل المرء فيمن عناهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (رَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبل أن يُغفَرَ له).

copy short url   نسخ
15/03/2024
20