+ A
A -

مع أنه - وعلى مدار الأسابيع الماضية- لم يكن هناك حديث في الشارع الأميركي، وفي الصحافة الأميركية، سوى عن سبل وقف إطلاق النار في غزة، وكان ما يفهم من إشارات تصريحات كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، بات من شبه المعلوم أن غالبية الأميركيين يدعمون ذلك التوجه حسب العديد من الاستطلاعات وهذا الأمر يشير بوضوح إلى انخفاض الدعم الشعبي الأميركي لتصرفات إسرائيل منذ 7 أكتوبر.

الا ان هذا اصطدم مع رغبة التطرف في اليمين الإسرائيلي الذي فشل جيشه في تحقيق الهدفين اللذين قامت على أساسهما الحرب، بل اعتبر بنيامين نتانياهو أن وقف إطلاق النار يعني انتصار حماس، وهز إلى السجن، لذلك لم تبال الإدارة الأميركية بالتغير في المزاج الداخلي الأميركي، ولم يتوقف الرئيس بايدن وفريقه عنده ومحاولة احتوائه، فأوعز إلى مندوبته في مجلس الأمن لاستخدام حق النقض على مشروع جزائري يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.. وقد وافقت عليه 14 دولة وقالت واشنطن لا.. وفشل القرار واستمر القتل والموت ودخلت معركة البطون الخاوية، ويسقط الأطفال من الموت جوعا في زمن فاضت به المأكولات على الموارد في كل أرجاء المعمورة..

إذن بايدن ووزير خارجيته لا يصغيان إلا لصوت «نتن ياهو» فلم يعيرا بالاً للعريضة الموقعة من أكثر من 400 سياسي أميركي، والتي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا والمرسلة للرئيس بايدن تعاتبه فيها على الدعم للهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، حيث أكد مرسلوها -وهم في غالبيتهم سياسيون يعملون في مؤسسات داخل مكتب التحقيقات الفيدرالي ومجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع- أن استطلاعات الرأي تحسم أن غالبية الأميركيين يؤيدون وقف إطلاق النار، حيث دعا كاتبوها الإدارة الأميركية إلى توجيه دعوة لوقف التصعيد الحالي وضمان الإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين المحتجزين تعسفيا وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى غزة.

لقد ضربت أميركا بجميع القراءات السياسية، ومطالبات الشعوب التي خرجت في مظاهرات في اشنطن ونيويورك ولندن والقاهرة وعمان والعواصم من الصين إلى الأرجنتين، ووقفت ضد حقوق الإنسان والقانون الدولي الذي ينتهك من قبل القيادة والجيش الذي فقد عقله ودمر غزة للمرة الثالثة في أقل من عقدين..

ومع الصمت الرسمي بات من مسؤولية الملياري مسلم أن يواصلوا مقاطعة المنتج الأميركي وعدم تحميل سفنهم ويعتمدون على ذاتهم، فهذه الفئة المجاهدة الصغيرة علمتنا كيف تكون المقاومة!!!!سمير البرغوثي

كاتب وصحفي فلسطيني

copy short url   نسخ
23/02/2024
30