+ A
A -
جريدة الوطن

قالت الرابطة المهنية لأطباء الأمراض ‫الجلدية بألمانيا إن الصدفية هي مرض جلدي التهابي مزمن وغير مُعد، موضحة ‫أن سبب الإصابة يكمن في استجابة مناعية ذاتية ترتبط بالعوامل الوراثية.

‫وأضافت الرابطة أن بعض العوامل تحفّز حدوث نوبات الإصابة بالصدفية مثل ‫التوتر النفسي والعدوى والتغيرات الهرمونية والتدخين.

‫وتتمثل أعراض الصدفية في مناطق جلدية محددة بها احمرار وقشور فضية ‫اللون، بالإضافة إلى حكة شديدة.

‫وأشارت الرابطة إلى أن مرض الصدفية لا يمكن الشفاء منه، ولكن يمكن علاجه ‫جيدا بواسطة المراهم والكريمات المضادة للالتهابات، والتي تحتوي على ‫اليوريا وحمض الساليسيليك، إلى جانب تجنب العوامل المحفزة.

وأظهرت دراسة حديثة أن مرضى الصدفية ربما يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأزمات والسكتات القلبية، لأسباب من بينها التأثير السلبي للالتهاب على الدورة الدموية.

وأوضح تحليل لفحوص 190 مريضا بالصدفية، أنه كلما زادت فترة الإصابة بالمرض زاد الالتهاب في الأوعية الدموية.

وعلى الرغم من أن الفحوص لم تربط بين التهاب الأوعية الدموية وزيادة مخاطر النوبات والسكتات القلبية، فإن الباحثين حللوا أيضا بيانات زهاء 87 ألف بالغ دانماركي من المصابين بالصدفية، و4.2 مليون غير مصابين به. وخلصوا إلى أن كل عام يمر بعد الإصابة بمرض الصدفية يعني زيادة 1 % في خطر الإصابة بأزمات القلب والأوعية الدموية، كالنوبات والسكتات القلبية. وقال الدكتور ألكساندر إجبيرج من مستشفى جنتوفت في كوبنهاغن وكبير الباحثين في الدراسة «كانت هناك شكوك بأن التعرض لالتهاب محدود لفترة طويلة قد يزيد خطر أزمات القلب والأوعية الدموية، لكن تأثير فترة الإصابة بالمرض على العلاقة بين الصدفية وأمراض القلب والأوعية الدموية لم تكن واضحة». وأضاف أن أبحاثاً كثيرة ربطت بين الصدفية وأمراض القلب، لكن النتائج الأخيرة تقدم أدلة جديدة على أنه كلما زادت فترة الإصابة بالالتهاب المزمن زادت مخاطر الإصابة بالنوبات والسكتات القلبية حتى بالنسبة لمرضى الصدفية الذين لا تتوفر لديهم عوامل خطر أخرى لأمراض القلب كالتدخين والسكري والتقدم في العمر. وكتب الباحثون في دورية الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية، أن من أوجه قصور الدراسة الجديدة افتقار الباحثين لبيانات عن المشاركين تتعلق بعوامل أخرى تؤثر في صحة الأوعية الدموية، مثل السمنة والعادات المرتبطة بممارسة التمارين الرياضية. لكن الدكتور لورانس أيشنفيلد من مستشفى رادي للأطفال وجامعة كاليفورنيا في سان دييغو -الذي لم يشارك في الدراسة- قال إن على المرضى أن يدركوا أن الصدفية تزيد من مخاطر الإصابة بمشكلات القلب والأوعية الدموية.

وقالت دراسة سابقة إن الأطفال المصابين بالصدفية عادةً ما يعانون زيادة الدهون حول الخصر مقارنةً بالأطفال الذين لا يعانون من هذا المرض الجلدي، مما يشير إلى أنهم قد يواجهون فيما بعد زيادة مخاطر إصابتهم أمراض القلب والسكري.

ووجد باحثون أستراليون أن الأطفال المصابين بالصدفية تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات و16 سنة يزيد محيط خصرهم بصورة لا تختلف عن أقرانهم الذين يعانون من السمنة أو متلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة عوامل تزيد مخاطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب والجلطات.

ودرس أندرو لي الذي قاد فريق الدراسة -ويعمل في قسم الأمراض الجلدية في مستشفى رويال نورث شور في سانت ليوناردز في ولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا– حالة 208 أطفال (110 إناث و98 ذكورا)، 135 منهم مصابون بالصدفية بينما الباقون مصابون بأمراض جلدية غير مصحوبة بالتهابات. واعتبر الباحثون محيط الخصر الذي يساوي أو يزيد عن نصف طول الطفل كبيرا.

وأوضحت النتائج التي نشرت في دورية «جاما للأمراض الجلدية» أنه وفقا لمقياس محيط الخصر إلى الطول كان 29 % من الأطفال المصابين بالصدفية يعانون زيادة في محيط الخصر مقارنة مع 11 % من غير المصابين بهذا المرض.

ولم يرد أندرو لي على طلب للحصول على تعليق، لكن الباحثين أشاروا إلى أنه من المعروف بالفعل أن البالغين المصابين بالصدفية تزيد احتمالات إصابتهم بأمراض القلب ومتلازمة التمثيل الغذائي ومن بين أعراضها زيادة محيط الخصر.

من جهتها، أوصت الدكتورة ميجا أم. تولفسون من مايو كلينيك في مينيسوتا -لم تشارك في الدراسة- آباء الأطفال المصابين بالصدفية بالاهتمام بصورة أكبر بأن يعيش أطفالهم نمط حياة صحيا ومن بين ذلك تشجيعهم على التدريبات الرياضية وعلى تناول الغذاء المتوازن.

في «2015» قال باحثون بريطانيون إن دواء جديداً أثبت فاعليته في علاج المرضى الذين يعانون من الصدفية، وساعدهم على التخلص بشكل كامل من التقرحات التي تظهر على الجلد بنسبة تحسن بلغت 90 %.

وأوضح الباحثون بجامعة مانشستر البريطانية أن دواء «آيكسيزوماب» (ixekizumab) أزال كافة التقرحات واللويحات الصدفية عند المرضى بعد 12 أسبوعًا من بدء تلقي العلاج.

واختبر الباحثون الدواء الجديد على 2500 شخص يعانون من الصدفية، تم تقسيمهم إلى مجموعتين، الأولى تم علاجها بالدواء الجديد، في حين تناولت المجموعة الثانية دواء وهميًا، ودواء آخر لعلاج الصدفية يطلق عليه اسم «إيتانيرسيبت» (etanercept).

ووجد الباحثون أن المجموعة التي تناولت دواء «آيكسيزوماب» ظهر عليها تحسن سريع بلغت نسبته 71 % بداية من الأسبوع الرابع لتناول الدواء الجديد، وبلغت نسبة التحسن 90 % خلال الأسبوع الـ12 لتناوله، بالمقارنة بمن تناولوا الدواء الوهمي أو علاج «إيتانيرسيبت».

copy short url   نسخ
20/02/2024
40