+ A
A -
بروكسل- وكالات- دعت «الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات العربية المتحدة» لتصعيد دولي واسع للتضامن مع ضحايا الاتجار بالبشر في ليبيا، وهم من المهاجرين الأفارقة، والذين يتعرضون لممارسات مشينة ويتم بيعهم كعبيد في مدن ليبية من قبل جماعات مسلحة تدعمها وتمولها دولة الإمارات. وشكرت «الحملة الدولية» في هذا السياق، مدافع فريق «مانشيستر يونايتد» في الدوري الإنجليزي «بول بوجبا»، والذي قام بإبداء تضامنه مع المهاجرين الأفارقة العالقين في ليبيا والذين يتعرضون لعبودية وحشية.
وطالبت الحملة، في بيان صحفي أمس، فرق كرة القدم في الدوري الإنجليزي والدوريات الأوروبية بحذو حذو ما قام به «بوجبا» لتوعية الرأي العام العالمي عما يدور في ليبيا على أيدي الجماعات الإرهابية.
وطالبت الحملة مؤسسات حقوق الإنسان في أوروبا بضرورة إرسال فرق تحقيق للوقوف عن كثب على جريمة العبودية التي تمارس في عدد من المدن الليبية.
ودعت الحملة الدولية لإرسال وفد حقوقي مشابه لدولة الإمارات للوقوف على قضايا شبيهة لعدد من العاملين العالقين في دبي والذين يعاملون كعبيد، كان آخرهم 4 مواطنات أفارقة من أوغندا وكينيا.
وقالت الحملة الدولية أنها ستبدأ مطلع الأسبوع القادم حملة إعلامية موسعة لإظهار معاناة اللاجئين المستعبدين في إفريقيا بالدليل والصور، مطالبة بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها على هاشتاغ
وطالبت الحملة الدولية بضرورة تبني خيار المقاطعة ضد أبو ظبي كخيار استراتيجي، لإنهاء معاناة ضحايا الإمارات من العمال والموظفين والعالقين في بلد لا يحترم حقوق الإنسان.
وكانت «الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات العربية المتحدة» قالت في وقت سابق من الأسبوع الماضي أنها تلقت وثائق وصور هامة تكشف لأول مرة معلومات هامة حول تورط دولة الإمارات بصورة مباشرة بتمويل جماعات مسلحة في ليبيا تتاجر بالبشر وتبيع المهاجرين الأفارقة كعبيد.
وأوضحت «الحملة الدولية» أنه وبحسب إحدى الوثائق، كشفت تورط كل من «أحمد أبو زيتون» و»معمر الطرابلسي»، وهم أعضاء بارزين بمجموعة مسلحة في بنغازي تتبع لقوات العميد المتقاعد حفتر؛ قاموا بأسر مجموعة من المهاجرين الأفارقة أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا وقاموا باحتجازهم بمراكز تتبع لقوات حفتر من ثم بيعهم كعبيد في عدة مناطق ومدن ليبية.
ويعتبر هؤلاء الأفراد مسؤولون عن القطاع الغربي في منطقة بنغازي وكانوا قد أشرفوا على عدة عمليات عسكرية قبل عامين وتلقوا تمويلا وصل إلى 7 ملايين دولار.
وبينت «الحملة» أن وثيقة أخرى كشفت أن كلاً من «الطرابلسي» و«أبو زيتون» ترددا على أبو ظبى أكثر من مرة واجتمعوا مع أفراد يتبعون لمحمد دحلان والذي يعتبر الوسيط لتمويلهما.
وبحسب إحدى الصور تعرض العديد من المهاجرين الأفارقة للتعذيب الشديد وفي بعض الأحيان للقتل بسبب محاولتهم الهروب من الأسر، حيث تم تعذيب عدد منهم بالحرق وبتر الأطراف.
ولفتت «الحملة الدولية» إلى أن الوثيقة الثالثة كشفت بيع عدد من الأفارقة في مزاد سري عُقد غرب بنغازي مساء يوم الخميس 5 أكتوبر 2017. وأكدت الوثيقة أيضاً تزوير عقود عمل عند بيع المهاجرين كعبيد وذلك في خطوة تمويهية. وذكرت «الحملة الدولية» أن المسؤول المالي لعملية بيع «العبيد» حسب الوثيقة نفسها يدعى «حسين المسماري»، وهو الذي قام بنقل المهاجرين الأفارقة من مراكز الاعتقال إلى الأسواق السرية التي تم بيعهم فيها.
وقالت «الحملة الدولية» إنها تأكدت من صحة ما حصلت عليه من خبراء مستقلين داخل وخارج ليبيا، قاموا بتحليل صور أقمار صناعية وصور حرارية حول مراكز الاعتقال.
وبينت «الحملة الدولية» أنها تواصلت مع أعضاء بالحكومة الليبية وأطلعتهم على الوثائق والصور التي حصلت عليها.
وكان تقرير لقناة الـ CNN الأميركية نشر مؤخراً ازدهار العبودية في ليبيا، حيث يتم بيع الأفارقة العالقين في ليبيا كعبيد يعملون مجاناً مقابل لقمة عيشهم والبقاء على قيد الحياة.
وحمّلت «الحملة الدولية» دولة الإمارات العربية المتحدة المسؤولية الكاملة عما حدث ويحدث للمهاجرين الأفارقة العالقين في مدينة بنغازي والقابعين في سجون تتبع القيادي حفتر ومجموعاته المسلحة.
من جانب آخر، قالت منظمات غربية غير حكومية إن جميع دوائر صنع القرار في العواصم الغربية والإفريقية والدولية كانت على علم منذ فترة طويلة بوجود تجارة الرقيق ومختلف أنواع الانتهاكات ضد المهاجرين في ليبيا.
ووصفت المنظمات تصريحات الإدانة الصادرة مؤخرا، بعد نشر صور عن بيع شبان أفارقة كعبيد في ليبيا، بـ»النقاق السياسي»، وفق وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء.
وأوضحت منظمة العفو الدولية أنها كانت تحدثت منذ أشهر في تقاريرها المختلفة عن وجود انتهاكات ممنهجة ضد المهاجرين في ليبيا، دون أن يحرك ذلك الضمائر.
وأشارت المنظمة إلى أنها رصدت مختلف أنواع الانتهاكات في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، «في ذلك الحين قرعنا ناقوس الخطر، وقلنا إن ليبيا هي الباب الدوار الذي تنطلق منه مجموعات المهاجرين من دول جنوب الصحراء نحو أوروبا».
كما كانت منظمة أطباء بلا حدود وجهت رسالة مفتوحة لقادة الاتحاد الأوروبي منذ شهر سبتمبر الماضي، تتحدث عن ازدهار تجارة الخطف والاتجار بالبشر في ليبيا. وذهبت المنظمة لحد اتهام الاتحاد الأوروبي بـ«التواطؤ» في ما يحدث، وهو ما رفضته بروكسل بشدة.
وتطالب المنظمات غير الحكومية الحكومات الأوروبية والأفريقية، التي ستعقد قمة لها في 29 و30 الشهر الجاري في ساحل العاج، بوضع مسألة إلغاء العبودية على جدول أعمالها.
لكن هذه الدعوة لم تلق آذانا صاغية من الطرف الأوروبي على الأقل، إذ كانت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أكدت أن القمة ستتطرق إلى موضوع الهجرة من بين موضوعات أخرى تركز على التعاون الاقتصادي والاستثمارات والأمن والطاقة بين الشريكين الأوروبي والإفريقي.
copy short url   نسخ
26/11/2017
1099