+ A
A -

عرفت الثقافة الصينية من قراءتي عنها أولا، ولكن زياراتي لها أكسبتني معرفة أكثر، فهذا البلد العملاق في القارة الآسيوية والعالم، يجعلك تحترم تقاليده وثقافته المتعددة والمختلفة من مقاطعة إلى مقاطعة وصناعاته التي دخلت كل بيت في العالم..!

وفي ظل المشكلة الاقتصادية الراهنة التي تمر بها الصين والعالم، فإن بكين تسعى إلى تحفيز الطلب المحلي وتحسين التعافي الاقتصادي تدريجيا، بأسلوبها في التعامل مع الأزمات ومع الآخرين، ومن المأمول أن تتمكن في العام الحالي من توسيع استثماراتها وفق قوانين وأنظمة لزيادة الطلب الداخلي وإيجاد بيئة مواتية للاستهلاك والاستثمار.

ومع تعدد سفراتي لها، متنقلا بين جوانزو وبكين وشنغهاي وفوتشو، إلا أنني أجد بأن هذا البلد الصناعي العملاق يسابق عقارب الساعة، وكل دقيقة هناك منتجٌ جديد، ولا يمكن اللحاق بها صناعياً ولا تجارياً.

ومشروع الحزام وطريق الحرير الذي أطلقته الحكومة الصينية، هو جزء من سياسة النمو والحراك السريع، وفق إجراءات خطط لها بحكمة وواقعية وسيكون العائد منها على كافة الدول والشعوب على حد سواء.

فهذا البلد أصبح قبلة لكل الدول ومصانعها أصبحت تستحوذ على نسبة عالية من السوق العالمي، وغدا ستكون وجهة للسياحة العالمية ايضا.. فمن لا يعرف الصين، فعليه بزيارتها، فليس كل من سمع كمن رأى، ومن يرى أن الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم متاثرا، فعليه أن يتاكد بأن الصين تسير وفق رؤية لتصحيح المسار العقاري والاستثماري ودعم المؤسسات الصغيرة واعادة أوضاعها قبل جائحة كورونا من خلال الحاجة إلى التغلب على الصعوبات والتحديات التي مرت بها ؛ إذ إن الاقتصاد الصيني يتمتع بمزايا سوق واسعة تضم 1.4 مليار نسمة وقاعدة صناعية متقدمة، وستتعافى بسهولة.

سيأتي اليوم الذي نرى الصين قد أزاحت الدول المتقدمة عنها عن عرش اقتصاد العالم، رغم ما يعانيه من صعوبات أحيانا بسبب تراجع الصادرات وتآكل ثقة المستثمرين وتباطؤ النمو وأزمة القطاع العقاري وتراجع الاستهلاك وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب.

وفي زيارتي الأخيرة لم أتعرف على الصين من جديد، ولم أتمكن من زيارة مدن جديدة أو مقاطعات، لكنني تعرفت على أخ وصديق إنه «إبراهيم» العقلية التجارية الذي نقل لي ثقافة الصين وكيفية التعامل مع الصينيين وقدم لي الصورة الحقيقية لهذا البلد العملاق في كل شيء، فشكرا له على حسن الاستقبال وما قدمه لنا من ترحيب ومعلومات تجعلنا نبهر بهذا البلد العملاق الذي لا ينافسه احد.

فالصين سيظل بلدا نحتاج له في كل صغيرة وكبيرة، وفي العديد من المجالات، ومقولة صنع في الصين، أصبحت من الماضي، لأن كل منتج له عدة أصناف متشابهة ولكل صنف سعره وميزته، والحقيقة انها بلد يسعى ليكون رقما صعبا في التجارة والصناعة العالمية، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع سياستها أحيانا، والناقل الوطني العماني ما زال بعيدا عن هذا البلد العملاق، الذي يتطلب ان يكون له وجود في ثلاث مدن رئيسية، لمكاسبها المتعددة.

فشكرا سعادة السفير ناصر على مجهوداتكم الكبيرة ورحابه صدركم ونصائحكم ومتابعتكم واهتمامكم بالمواطن والزائر العماني للصين البلد العملاق.. وحقا هو بلد لا يمكن تجاهله.. والله من وراء القصد.

copy short url   نسخ
14/02/2024
35