+ A
A -
حوار- نجوى إسماعيل
كشف رئيس قطاع التسويق والترويج بالهيئة العامة للسياحة راشد القريصي أن هيئة السياحة تباشر حاليا تنفيذ استراتيجيتها الجديدة والتي تستهدف تنويع رزنامة الفعاليات بما ينعكس إيجابا على دعم القطاع السياحي مشيرا إلى أن الهيئة ستعلن تفاصيل مهرجان قطر للتسوق مع انطلاقة تتضمن حملات سياحية دولية كبرى في 2018 متابعا «ثمة ارتفاع في شهية المستثمرين تجاه ضخ استثمارات بالقطاع السياحي.. لقد ساهمت التطورات المتلاحقة التي شهدها القطاع في الفترة الأخيرة في ترسيخ مكانة القطاع كإحدى دعائم التنمية في المسيرة نحو 2030 مما أدى إلى زيادة ثقة المستثمرين في القطاع». وأوضح في حوار مع الوطن الاقتصادي أن حصول قطر على صفة الوجهة السياحية المعتمدة في الصين يعتبر تقدماً هاماً في خطة الانفتاح على اسواق العالم السياحية، وخصوصاً ان الصين تصدر ملايين السياح سنوياً إلى حزمة أسواق دولية حيث تشير البيانات المتاحة إلى أن هناك 135 مليون مسافر صيني تدفقوا لجميع ارجاء العالم وانفقوا ما قيمته 189.3 مليار دولار في العام الماضي. وأشار القريصي إلى أهمية تعاون الهيئة العامة للسياحة مع برنامج «مرحباً بالصينيين»، وهو البرنامج الرسمي الوحيد لاعتماد الضيافة الخارجية الذي يحظى باعتراف الحكومة الصينية، وذلك في إطار سعي الهيئة لتمكين قطاعات الضيافة والسياحة والتجزئة في قطر من تلبية احتياجات السائح الصيني لافتا إلى أن عدد الزوار الصينيين القادمين إلى قطر سجل نمواً بواقع 21 % إلى 32 ألف زائر في الاشهر التسعة الأولى من العام الجاري
واشار إلى أن برنامج «مرحبا بالصينيين» هو اختياري للفنادق، فاعتماده يتطلب تقديم خدمات معينة للسائح الصيني مشدداً على أن الهيئة العامة للسياحة تدعم بشكل كامل كافة المنشآت السياحية الراغبة بالانضمام اليه متوقعاً حصول عدد كبير من المنشآت على شهادة الاعتماد قبل نهاية العام الحالي.. تفاصيل أخرى في الحوار التالي..


إلى أي مرحلة وصلت الهيئة في تطبيق الاستراتيجية الجديدة للسياحة؟
- الاستراتيجية الجديدة قيد التنفيذ وجار العمل على تنويع رزنامة الفعاليات بما ينعكس بالإيجاب على جودة التجربة السياحية القطرية. قريباً، سيتم الاعلان عن تفاصيل مهرجان قطر للتسوق ونستعد لانطلاقة قوية مع حملات سياحية دولية كبرى في 2018.
ويأتي إعلان مشروع شركة استاد لإنشاء مدينة ترفيهية بمثابة مؤشر إيجابي على ارتفاع شهية المستثمرين تجاه ضخ استثمارات بالقطاع السياحي. لقد ساهمت التطورات المتلاحقة التي شهدها القطاع في الفترة الأخيرة في ترسيخ مكانة القطاع كإحدى دعائم التنمية في المسيرة نحو 2030 مما أدى إلى زيادة ثقة المستثمرين في القطاع.
ومن آخر المشاريع التي تم افتتاحها مؤخراً هو مشروع الحزم بمساحة 105 آلاف متر مربع، ويتيح الفرصة للمستثمرين وأصحاب المشاريع للمشاركة بفاعلية في القطاع. هناك فرص استثمارية أخرى كثيرة يقدمها القطاع للجميع حتى رواد الأعمال المبتدئين ولا يسعنا المجال هنا لحصرها.
هل سيتم الإعلان قريباً عن إعفاء دول جديدة من التأشيرات السياحية؟
- نراجع باستمرار سياسة التأشيرات بالتعاون مع الداخلية والخطوط الجوية القطرية وسنقوم بالإعلان عن أي جديد.
مرحبا بالصينيين
أعلنت الهيئة العامة للسياحة مؤخراً بدء التعاون مع برنامج «مرحبا بالصينيين»، ما الذي يضيفه هذا البرنامج إلى القطاع السياحي في قطر وما أهميته عالمياً؟
- برنامج مرحباً بالصينيين هو البرنامج الرسمي الوحيد لاعتماد الضيافة الخارجية الذي يحظى باعتراف الحكومة الصينية، ويسعى البرنامج للتأكد من أن أعضاء القطاع السياحي في البلدان التي تحظى بصفة الوجهة السياحية المعتمدة مستعدون ومؤهلون كلٌ على حدة لاستقبال واجتذاب الزوار الصينيين. وقد أسعدنا في شهر سبتمبر الماضي الانضمام إلى أكثر من 140 دولة حاصلة على صفة الوجهة السياحية المعتمدة، بعد توقيع اتفاق مع الإدارة الوطنية للسياحة في الصين وتكمن أهمية برنامج مرحباً بالصينيين في رفع أعداد الزوار حيث إن السوق الصيني هو أكبر سوق للسياحة الخارجية في العالم. ويرمز دخولنا السوق الصيني للانفتاح على أسواق جديدة في إطار الجهود المبذولة لتنويع السوق المصدرة للسياح، وهو ما يتصدر أولوياتنا في الهيئة العامة للسياحة.
تعاون اختياري
هل سيكون تعاون الفنادق مع برنامج «مرحباً بالصينيين» إلزامياً أم اختيارياً، وما عدد الفنادق التي يتوقع أن تنضم اليه؟
- تعاون الفنادق اختياري وتوفر الهيئة الدعم الكامل لجميع المنشآت السياحية الراغبة في الانضمام، وذلك في إطار سعي الهيئة لتمكين قطاعات الضيافة والسياحة والتجزئة في قطر من تلبية احتياجات السائح الصيني.
ويتم إصدار شهادة «مرحباً بالصينيين» من قبل أكاديمية السياحة الصينية، وهي أحد أفرع الإدارة الوطنية للسياحة في الصين. وينبغي للفنادق التي تسعى للحصول على هذه الشهادة أن توفر للزوار الصينيين إمكانية الوصول إلى الصحف والقنوات التليفزيونية الصينية، أما الفنادق التي ترغب في الحصول على شهادة اعتماد أعلى، فعليها أن تدرج ضمن قائمة الإفطار لديها أحد خيارات المطبخ الصيني. كما ينبغي لشركات إدارة الوجهات أن توفر طواقم عمل ومرشدين سياحيين يتحدثون بلغة الماندرين، فضلاً عن توفير الفواتير وبرامج العطلات والعروض السياحية باللغة ذاتها. ويجب على جميع المنشآت السياحية توفير خدمة الواي فاي المجانية للاتصال بشبكة الإنترنت والماء الساخن (لإعداد الشاي الصيني)، وتمكين الضيوف الصينيين من سداد قيمة مشترياتهم من المنتجات والخدمات خلال الجهة الصينية المعتمدة في تسوية المدفوعات.
زيادة الجاهزية
ما المدة الزمنية لجاهزية المرافق السياحية لاستقبال الصينيين وفقاً للبرنامج الجديد؟
- يعتمد ذلك على مدى جاهزية كل منشأة. نشهد إقبالا متزايدا من منشآت سياحية مختلفة تشمل الفنادق وشركات ترويج وإدارة الوجهة والمجمعات التجارية للرفع من جاهزيتهم لاستقبال السائح الصيني والارتقاء بجودة تجربته السياحية.
تستقبل بالفعل العديد من المنشآت السياحية زائرين من الصين، حيث وصل عدد الزوار الصينيين منذ بداية العام وحتى شهر سبتمبر 2017، 32 ألف زائر بزيادة قدرها 21 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي أما المنشآت الأخرى فمنها من لديها البنية التحتية التي تحتاج لبعض التعديلات ومنها من تحتاج إلى إجراء تغييرات كبيرة وتدريب موظفيها. لذلك يتضمن تعاوننا مع مرحبا بالصينيين إمكانية توفير الدعم التقني والتدريب لتلك المنشآت بما يساعدهم على إكمال التغييرات اللازمة في أقرب وقت والحصول على الاعتماد الرسمي.
ويمكن التأكيد على أن هذه المؤسسات لن تجد صعوبة في الحصول على الاعتماد، بينما تمتلك مؤسسات أخرى المقومات المطلوبة لتحقيق الشروط وستنجح في الحصول على الاعتماد قبل نهاية العام. بالنسبة لباقي المنشآت فستحظى بدعم الهيئة العامة للسياحة والدعم التقني من برنامج مرحباً بالصينيين للحصول على الاعتماد خلال العام المقبل.
وقد حضر العديد من أعضاء هذه القطاعات، وكذلك ممثلو قطاعي المواصلات والثقافة، دورات نظمها مؤخراً مسؤولون بالهيئة العامة للسياحة وبرنامج «مرحباً بالصينيين» لمناقشة متطلبات الزوار الصينيين والمعايير التي يتعين على أعضاء القطاع السياحي في قطر تلبيتها للحصول على الاعتماد اللازم الذي يقدمه البرنامج الصيني. وقد تلقى ممثلو الجهات المشاركة شرحاً تفصيلياً بالتدريب والدعم الفني والتسويقي الذي يقدمه البرنامج لأعضائه المعتمدين في قطاعي السياحة والسفر.
مرافق سياحية
ما أبرز المرافق السياحية التي تتوقعون أن تجذب السائح الصيني بشكل أساسي؟
- تتزايد رغبة السائح الصيني في اكتشاف وجهات جديدة وخوض تجارب سياحية تتسم بالاصالة والتميز وهو ما يتوافر في قطر حيث تمتزج الحداثة مع الجذور الثقافية. ليس لدينا شك بأن اختلاف وتنوع المنتج السياحي في قطر سيزيد من جودة التجربة للزائر الصيني.
بالنسبة للسائح الصيني، تعتبر قطر وجهة الوصول إليها سهل حيث تسافر الخطوط الجوية القطرية إلى 6 مدن صينية مختلفة ويستطيع الزائر الصيني دخول دولة قطر دون تأشيرة ليستمتع بمزارات ثقافية وفنية فريدة مثل متحف الفن الإسلامي وسوق واقف والحي الثقافي بالإضافة إلى عدد متنام من المجمعات التجارية الجديدة.
هناك العديد من المشاريع الضخمة التي ستُحدث فارقاً ملحوظاً فور الانتهاء منها مثل متحف قطر الوطني ذي التصميم المتميز المستوحى من زهرة الصحراء. من المقرر الانتهاء منه في ديسمبر 2018 ليضم مقتنيات تاريخية وقطعاً فنية معاصرة.
ترويج وتسهيلات
ما هي خطتكم القادمة للترويج للبرامج والتسهيلات الخاصة للسوق الصيني؟
- باشرنا في تنفيذ خططنا بالفعل بإطلاق موقع إلكتروني باللغة الصينية يوفر جميع المعلومات التي تهم الزائر الصيني، وذلك تمهيداً لإطلاق حملة دعائية كبيرة في 2018 للتعريف والترويج لمنتجات قطر السياحية. وتشمل الحملة جهودا ترويجية عدة منها إطلاق صفحات خاصة بقطر على منابر التواصل الاجتماعي الصيني، مثل ويبو ووي تشات، لضمان الوصول إلى فئات اجتماعية مختلفة وكذلك إقامة ورش عمل لوكلاء السفر في مختلف أنحاء الصين، كما سننظم رحلة للمدونين والإعلاميين والعاملين بقطاع السياحة الصيني إلى قطر ليتعرفوا عن كثب على التجربة السياحية القطرية.. وعلى صعيدٍ آخر ندعم المكاتب السياحة والفنادق القطرية على تنمية العلاقات مع وكلاء السفر في الصين للترويج للتجربة السياحية القطرية بتزكية الوجهة للمسافر الصيني.
تجربة السائح
ماذا عن دور مكاتب السياحة في قطر والفنادق وتوصياتكم لها للترويج لقطر في السوق الصيني؟
- تجربة السائح لا تقتصر على المزارات السياحية فقط بل تمتد لتشمل جودة الخدمات المقدمة طيلة الرحلة وتنوع المنتج السياحي، لذلك تتم الجهود الترويجية بالتنسيق مع القطاع الخاص والخطوط الجوية القطرية واللاعبين الأساسيين في القطاع. وجهود الترويج تشمل تسليط الضوء على مقومات السياحة من مرافق وفنادق فاخرة ومجهزة.
ومما يدعم جهودنا القرار الأخير لجعل الوصول إلى قطر سهلا للغاية بالنسبة للمواطنين الصينيين، حيث يستطيعون دخول البلاد بدون تأشيرة، كما يمكنهم السفر إلى قطر بمنتهى اليسر بفضل رحلات الطيران التي تنطلق من مدن صينية عدة. ولضمان خلق أعلى درجات الانسجام بين جهود القطاع والهيئة، تعقد قمة للتسويق السياحي بشكل فصلي، حيث يلتقي كل من أعضاء القطاع والهيئة.
حجم الإنفاق
هل لديكم أرقام تقريبية حول حجم انفاق السائح الصيني عموما في دول حول العالم؟ وكم يصدر سنويا من السياح نحو مختلف الدول؟
- لقد نما سوق السياحة الخارجية في الصين بشكل ملحوظ ليبلغ 135 مليون مسافر في العام 2016. وبلغ إجمالي الإنفاق في العام ذاته 189.3 مليار دولار ومن المتوقع ان يكسر حاجز الـ 374.5 مليار دولار بحلول عام 2021.
copy short url   نسخ
20/11/2017
2775