+ A
A -

هناك آلاف الطرق التي تجعل البعض يعتقدون أنهم أفضل من غيرهم.هناك ملايين السبل الملتوية التي تمكنك من معايرة إنسان لكونه سمينا بينما أنت نحيف.هناك الصلف الذي يشعرك بفوقية لكونك تقيم في شقة، بينما يقيم هو في قصر منيف.وهناك أعمى البصيرة الذي يستعلي عليك ببصره لأنك كفيف، أما مدعى الفضيلة فيتطاول عليك مدعيًا أنه وحده العفيف.وكم من أوروبي عاش عقودًا يتطاول ببياض.وهناك القمحي الذي يرى في لونه ملاحة، فيما سواه مخيف. وكم من أميركي يرى نفسه اسمى من الفلبيني.وكم من فرد يستكبر ويرى نفسه سيدًا آسيويًا، بينما سواه خارج التصنيف.وكم من يوناني يعتقد أنه من نسل سلالة عريقة بينما سواه روماني خفيف.وكم من فرنسي يحسب أنه احتكر الأناقة بخلاف الألماني الغير أليف.وقد شاهدت بنفسي من اختال على الخلق لحصوله على جوازين وجنسيتين، فيما سواه كضيٍف ليس خفيف.وهناك الصفيق الذي يغيظ اخاه كونه من برج أسد الصيف، فيما الأخ من «عقرب» الخريف.وهناك المتعالي بشهادته الجامعية على من يحمل دبلوم مستواه ضعيف.وهناك من يدعوك لبيته ليعاملك بصلف كونك ضيف أسير، فيما هو المضيف.أو هناك من يقول بلسانه حاله: «أنا أكثر مالًا وأعز نفرًا والآخر لا يملك رغيف».متى يكف صاحب كل معتقد أنه وحده على الحق.. وسائر الكون يهوي في عالم التجديف؟ما سبق هو صور آدمية مبتكرة من قولة «الكِبر» الإبليسية«خلقتني من نار وخلقته من طين»..هذا المنطق أخرج «إبليس» من مكانته العليا في السماء واستوجب عليه غضب الله ولعنته..هي صور لا حصر لها من كِبر شياطين الإنس الذي علا على كبر شياطين الجن، سواء الكِبر بالأنساب أو بأسماء العائلات أوالتمايز باللون، أو التعالي بعدد حروف اللغة أو التكبر بمستوى التعليم، أو الكِبر لعدم اقتراف ذنوب معينة أو التمايز بالصِحة أو بالتراتبية الإجتماعية والثراء أوبالعصبية للأصول، أو حتى للفرق الرياضية.متى سنهجر شتى أشكال العصبية المستتر منها أو المفضوح لننتصر لإنسانيتنا؟ (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

copy short url   نسخ
23/07/2022
20