+ A
A -
حمادة فراعنة كاتب أردني

لم يكن رد حركة حماس، مستغرباً أو مستبعداً، في القبول الإيجابي لصفقة باريس الأمنية، المتضمنة وقف إطلاق مؤقت، وتبادل أسرى، وإدخال احتياجات ضرورية لقطاع غزة، فقادة المقاومة يلمسون معاناة شعبهم في القطاع وأوجاع القتل والتدمير والتجويع وحرمان حق الحياة الطبيعية، إضافة إلى صمودهم، وحاجتهم لاستثمار فشل الهجوم العسكري الإسرائيلي، وإخفاق برنامج المستعمرة في تحقيق أهدافها في قتل قيادات المقاومة واعتقالهم، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وعودة سكان المستوطنات المحاذية لقطاع غزة إلى مساكنهم وطرد الفلسطينيين وتشريدهم نحو سيناء.

فشل البرنامج الإسرائيلي في تحقيق أهداف حربهم على قطاع غزة، ونجاح المقاومة في الصمود وتوجيه ضربات موجعة لقوات الاحتلال يجعل حركة حماس في موقف يدفعها نحو قبول صفقة التهدئة وتبادل الأسرى، ولكن النتائج الحسية لمبادرة 7 أكتوبر الفلسطينية، تجعل نتانياهو وفريقه الائتلافي رافضاً ومتردداً في قبول صفقة التبادل، فمصلحته وحكومته استمرار الحرب لعله يحقق فوزاً أو إنجازاً يتطلع إليه.

فشل برنامج المستعمرة، وصمود المقاومة، والخسائر البشرية والسكانية الفادحة التي أصابت المدنيين الفلسطينيين فرضت حالة التحول الإيجابي لدى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرهم من البلدان الأوروبية التي سبق لها وشكلت غطاء لهجوم المستعمرة على قطاع غزة على قاعدة: «حق المستعمرة في الدفاع عن نفسها» مبرراً ومشروعاً، ولكن نتائج الفشل الإسرائيلي كانت مخيبة لمواقفهم، فاستجابوا نسبياً لمظاهرات واحتجاجات شوارع العواصم الأوروبية.{ الدستور الأردنية

copy short url   نسخ
10/02/2024
15