فرط حاسة الشم هو المصطلح الطبي الذي يُطلق على حالة حساسية الرائحة، والتي تصيب العديد من الأشخاص لأسبابٍ عديدة.
إلا أن حوالي
95 % من الأشخاص المصابين بالصداع النصفي يعانون من الحساسية تجاه الروائح، ويصبح لديهم فرط في حاسة الشم.
وبالرغم من عدم دراسة أسباب حساسية الروائح بشكل معمّق، التي ترتبط بهذا النوع من الصداع، قدر ما تمت دراسة علاقته بحساسية الضوء، لكن هذه الحالة تم تأكيد حدوثها كثيراً، بسبب قدرتها على تشتيت الانتباه، وجعلها تؤدي للشعور بالغثيان كعَرض آخر لها.
وفي المجمل، فإن فرط حاسة الشم قد يكون بسيطاً عند الأشخاص العاديين، إلا أن المصابين بهذا النوع من الصداع يشعرون به بشكل أكبر، حتى مع الروائح البعيدة، وقد تزيد هذه الروائح من شدة الصداع.
وقد تتخذ حساسية الشم أشكالاً مختلفة قبل وأثناء وبعد الصداع النصفي، بما في ذلك ما يلي:
- زيادة حاسة الشم بشكل مبالغ فيه مقارنة بالأيام الأخرى.
- ضرورة تجنب الروائح من أجل التقليل من عوامل تهييج الصداع النصفي.
- زيادة الغثيان بشكل ملحوظ مقارنة بالوقت العادي.
- تغيرات في كل من حاسة التذوق والشم معاً.
قد يكون بمثابة محفز للصداع النصفي.
وفي بعض الحالات قد تكون الروائح التي يشمها المريض حقيقية، وفي حالات أخرى قد تكون وهمية، وذلك بسبب حالة فرط الشم.
وأفاد بعض الأشخاص من المصابين بالصداع النصفي بأنهم يستشعرون روائح لا يستطيع الآخرون شمها قبل أو أثناء أو بعد الحالة المرضية هذه.
وتسمى هذه الروائح التي تأتي إلى أنف المريض بالروائح الوهمية أو الهلوسة الشمية، إذ يحدث هذا العرَض النادر عند الأطفال أكثر من البالغين.
حسب ما نشره الموقع الطبي «migraine»، الخاص بأعراض الصداع النصفي بشكلٍ عام، فإن الأطباء لم يستطيعوا بعد فهم العلاقة بين فرط حاسة الشم والصداع النصفي.
إلا أنه حسب النتائج المتوفرة، فإنه قد يُنشط الصداع النصفي مسارات خلايا الدماغ التي تغير المعالجة الحسية، وهذا قد يُغير كيفية إدراك الناس للروائح.
إذ تتضمن معالجة الروائح الجهاز الحوفي للدماغ، وهي المنطقة التي تتحكم في العواطف والجوع والدوافع الجنسية؛ حيث يُظهر الأشخاص المصابون بالصداع النصفي نشاطاً أكبر في الجهاز الحوفي أثناء نوبة هذا الصداع، مقارنة بالنوبات الفاصلة.
إذا علمت أن حساسية الشم هي أحد أعراض الصداع النصفي المعتادة لديك، فإن طريقة علاج هذا العرَض الصحي هي البحث عن علاج لنوبة الصداع، خصوصاً في حال كانت في مرحلة البداية، الشيء الذي يقلل من الأعراض الأخرى كذلك.
ومن بين الخطوات التي يمكنك اتخاذها إذا حددت أن الروائح يمكن أن تؤدي إلى نوبات الصداع النصفي لديك نذكر لك:
الحد من الروائح في منزلك، مثل مطالبة الآخرين بتجنب العطور ومنتجات الجسم المعطرة.
اطلب البقاء في بيئة خالية من الروائح في العمل.
إذا كان شخص ما يقوم بالطهي أثناء نوبة الصداع النصفي، فحاول فتح النافذة للسماح بدخول الهواء النقي والتخلص من أي رائحة.
تتبع أعراض الصداع النصفي الخاص بك
قد يساعدك الاحتفاظ بسجل لأعراض الصداع النصفي لديك في اكتشاف أنماط ومحفزات نوبات الصداع النصفي لديك. قد يكون من المفيد تسجيل أشياء مثل:
- متى وأين يبدأ الألم أو الأعراض؟
- ما إذا كان الألم ينتشر إلى رأسك أو رقبتك بالكامل.
- ما مدى جودة وسرعة العلاج في تقليل الألم أو الأعراض الأخرى؟
- كم من الوقت يستمر الألم أو الأعراض؟
وتعتبر حقن البوتوكس واحدة من بين أحدث علاجات الصداع النصفي، التي يمكن أن تقلل من الآلام لفترة قد تصل إلى 3 أشهر، وذلك لقدرتها على منع الأعصاب من أداء وظائفها، وذلك لأن هذه المادة عبارة عن سم عصبي.
إذ يمكن لهذه المادة أن تتواصل مع مناطق أخرى من الجسم باستخدام الأسيتيل كولين، وهو ناقل عصبي.
إذ إن هذه المادة تمنع الأعصاب من إطلاق الأسيتيل كولين، الأمر الذي يجعلها غير قادرة على إخبار العضلات بالتشنج الذي يحصل خلال الصداع، وحجب الإشارات العصبية التي تسبب الألم.
وفي بعض الحالات، يتمكن الأشخاص الذين يتلقون حقن البوتوكس من تحسن حالتهم خلال أسبوعين إلى 4 أسابيع.
ويأتي البوتوكس على شكل مسحوق في قارورة تستخدم لمرة واحدة، إذ يتم خلطه مع محلول سائل ليكون صالحا للحقن في العضلات المحددة، لوقف الصداع.
