+ A
A -

اتصل بي الصديق الوجيه شريدة الكعبي- أطال الله في عمره- يصحح معلومة تاريخية، وأنني أشيد بموشيه دايان وزير دفاع إسرائيل الذي أعلن أن جيشه لا يقهر بعد احتلال الضفة الغربية، وسيناء والجولان في ستة أيام.. مدعيا أنه حارب بأسلوب خالد بن الوليد، الذي يقوم على عدم فتح أكثر من جبهة في وقت واحد، حيث بدأ في مصر ثم الجولان ثم الضفة الغربية..

والحقيقة أنه انتصر على مصر بلا مقاومة، وبخدعة أميركية - روسية، حيث طلب السفير الروسي صباح الرابع من يونيو 1967 من عبد الناصر ألا يبدأ القتال، فاستيقظ عبد الحكيم عامر قائد الجيش، وقد دمرت إسرائيل مدارج الطيارات في المطارات المصرية وتعطل سلاح الجو فكانت سيناء سهلة، وسقطت بلا مقاومة.

ويقول الرائد عطا البرغوثي- رحمه الله- قائد الكتيبة الكويتية التي رابطت في شمال سيناء- في غلاف غزة الآن- يوم الثالث من يوليو استعدادا لدخول عسقلان: لقد فوجئنا بأن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى الضفة الشرقية لقناة السويس.. فخلعنا زينا العسكري، ورجعنا تهريبا إلى السويس.

والضفة الغربية شهدنا احتلالها بلا مقاومة حتى منطقة عيون الحرامية بين بير زيت ونابلس، التي أرعبت المستعمر البريطاني.. لم يصدر منها ولا طلقة..

وقصة احتلال الجولان قصة معروفة، حيث انسحبت القوات السورية قبل وصول القوات الإسرائيلية..

إذن الجيش الذي لا يقهر.. كذبة أولى.

وفي أكتوبر 1973، حين دخلت القوات المصرية مهللة الله أكبر، انهار خط بارليف واقتحمت القوات المصرية قناة السويس، ولولا تدخل أميركا عبر ثغرة الدفرسوار، وتهاون الرئيس أنور السادات ورفضه لمخطط المشيرين الشاذلي وأبو غزالة، لكان الجيش الذي «لا يقهر» عاد بالتوابيت..

وفي اجتياح بيروت عام 1982، ولولا خيانة أحد الفصائل المرابطة في الجنوب لما تمكن الجيش الذي «لا يقهر» من الوصول إلى محيط العاصمة اللبنانية بيروت ومحاصرتها 80 يوما برا وبحرا ببوارج العم سام..

وكلنا يذكر أطفال الانتفاضة عام 1987، كيف أحرجوا وحاصروا الجيش الذي «لا يقهر»، ولولا الحرب الأميركية على العراق، وأوسلو لانتصرت الانتفاضة بمثل هذا النصر العظيم الذي حققته حماس في السابع من أكتوبر.

دولة أساسها كذبة.. ابتدعها وايزمان ونفذتها بريطانيا وبن غوريون، وسوقت نفسها الدولة الديمقراطية، وكشفتها سياستها بأنها دولة إجرامية تقوم على القتل والذبح والفصل العنصري.. ويكفي أن العالم اكتشف أن هذه الدولة كذبة.. وستزول..

شكرا للعم شريدة الكعبي الذي منحني هذه الفكرة لأواصل كشف أمس لليوم.

copy short url   نسخ
21/01/2024
190