+ A
A -

في حرب العام 1967 التي أطلق عليها الكيان الصهيوني (حرب الأيام الستة)، كان قائد الجيش الإسرائيلي موشيه دايان.. وكان مثقفا ثقافة عربية اسلامية، وقال إنه عمل بخطط خالد بن الوليد، فانتصر خلال ستة ايام.. وإن جيشه لا يقهر، واخلاقه رفيعة، فهو لم يهدم بيتا ولم يقطع شجرة ولم يقتل طفلا ولا شيخا وإن معركته مع من يحمل السلاح ويريد أن يلقي باليهود في البحر.

وكان يعرف ماذا يريد، زار القرى وطمأنهم وانه اضطر لهذه الحرب لأنه يبحث عن السلام فالقاعدة الدبلوماسية القديمة تقول «اذا اردت السلم استعد للحرب» وكان دايان يؤمن بالجسور المفتوحة مع الأردن والمنافذ المفتوحة مع غزة.. فعم السلام والازدهار في الضفة وغزة.. لكن جاءت أجيال جديدة من أبناء الكيان متطرفة بل شديدة التطرف ترى في مبادئ دايان - رغم قوته- وما حققه من انتصارات بأنه ضعف فانتج هذه الاجيال المتطرفة كـ «كاهانا» وبن غفير وسموتيرتش وصبية المستعمرين الذين يبيحون الدم العربي ويعربدون في بيت المقدس، واكناف بيت المقدس ويتباهون بقتل الاجنة في البطون والاطفال في المدارس والحوامل في المستشفيات، ويرقصون على ردم العمارات والمباني ويحرثون القبور في غزة.. ويحرمون الناس ابسط حقوقهم في الحياة ويحرمونهم من الماء والكهرباء ومن رغيف الخبز.. هذا الجيل انتج جيلا من الجيش الذي كشفت غزة وجهه القبيح.

هذه الحرب المجنونة التي اشعلها التطرف ويرفض بعد قتل 30 ألف شهيد وإصابة أكثر من 60 ألف إنسان معظمهم من النساء والاطفال افقدنا أي امل بالتوصل إلى حل سلمي مع القيادة الإسرائيلية التي تتطلع إلى تحقيق مكاسب سياسية. فليس أمام الشعب الفلسطيني الا المقاومة.. والمقاومة، وفي ظل غياب العدالة على شعوب الأمة رفد المقاومة بالدعم المالي والبشري وتفعيل المقاطعة التي كان لها دور كبير في ردع المتجبر على مدى التاريخ.سمير البرغوثي

كاتب وصحفي فلسطيني

copy short url   نسخ
19/01/2024
220