+ A
A -
ماذا لو نمتَ واستيقظتَ ووجدتَ نفسَكَ رَجُلَ دِينٍ في بلد X أو Y أو Z من تِلك البُلدان التي يُقْطَع فيها رَأْسُ الحرية إنْ لم تَقْطَعْ أنتَ رأسَ الحَقّ وتُفَصِّل الدِّينَ على مَقاس رَأس النِّظام الحاكم؟!
ماذا لو نمتَ واستيقظتَ ووجدتَ نفسَكَ زعيمَ كوريا الشمالية الذي قَرَّرَ، في مواجَهة تاريخية مع مَلِك العقارات، أنْ يَتْرُكَ يَدَهُ مُعَلَّقة ويَرْفُض التواطُؤَ ضِدّ بنات أفكارِه عاقدا العزمَ على مُواصَلة البطولة في سباق الألعاب النووية؟!
ماذا لو نمتَ واستيقظتَ ووجدتَ نفسَكَ غنيا، بعد أن كُنْتَ مُعدما، وقَرَّرْتَ أنْ تَنْتَقِمَ مِنَ الفقراء وتُبِيدَهُمْ؟!
ماذا لو نمتَ واستيقظتَ ووجدتَ نفسَكَ طِفلا فلسطينيا ولم تَجِد الحجارة؟!
ماذا لو نمتَ واستيقظتَ ووجدْتَ نفسَكَ حنظلةَ ناجي العلي، ولم تَجِد العيون المتأهِّبَة لِتَصْديق ما رَأَيْتَ؟!
ماذا لو نمتَ واستيقظتَ ووجَدْتَ نفسَكَ علاء الدين ولم تَجِدْ مصباحَكَ السِّحري لِتُحَقِّقَ ما عجز عنه المحظوظون لإعادة رَسْم خريطة العالَم؟!
ماذا لو نمتَ واستيقظتَ ووجدتَ نفسَكَ الطِّفْلَ الوحيد في الفاتيكان، ومِنْ ثمة خَلْخَلْتَ المعايير المعمول بها في مركز القيادة الروحية للكاثوليك؟!
ماذا لو نمتَ واستيقظتَ ووجدتَ نفسَكَ بَيْضَةَ الدِّيك، دِيك الزمن؟!
ماذا لو نمتَ واستيقظتَ ووجدتَ نفسَكَ طارازان الراكض في غابة الذئاب البشرية؟!
ماذا لو نمتَ واستيقظتَ ووجدتَ نفسَكَ لِكُلّ مَنْ طَبَّلَ لكَ تَرْقُصُ: بخصْرِكَ، بلسانِكَ، وبقلمِكَ؟!
ماذا لو نمتَ واستيقظتَ ووجدتَ نفسَكَ سفيرا عربيا في سفارة إسرائيل بالقدس؟!
ماذا لو نمتَ واستيقظتَ ووجدتَ نفسَكَ فنانةً فاتَها قطارُ الشباب وتَبَرَّأَ منها الجمالُ وتَنَكَّرَتْ لها القوة والفُتُوَّة، فَقَرَّرَت الزواجَ للمَرَّة الـ»؟» هَرَباً مِنْ زَحْف الشيخوخة وإِصْراراً على أنْ تُثْبِتَ لِنَفْسِها ولِلآخَرين أنها مازالَتْ جميلةً وتَوْقاً إلى أنْ تَسْتَعِيدَ شَيئا مِنَ الأضواء التي ماعادَتْ تُسَلَّطُ عليها؟!
ماذا لو نمتَ واستيقظتَ ووجدْتَ نفسَكَ حَفَّارَ قُبور يُسَيِّرُ دَوْلَةً؟!
ماذا لو نمتَ واستيقظتَ ووجدتَ نفسَكَ أَعْمى: هل ستَحْزنُ لأنَّكَ ما عُدْتَ تَقْوَى على رُؤية ما يَسرُّكَ ويُرْضيكَ، أم ستَفْرَح لأنكَ تَخَلَّصْتَ مِنْ قُبْحِ عالَمٍ بَذَلْتَ جُهدا لِتَغُضَّ بَصرَكَ عن رُؤيته؟!
الحياة مَحَطات، أسئلة عالقة لا مَجال فيها لِتَتَأَبَّطَ جَوابا يُريحُكَ، فأَكْثَرُها أهمية هي الأسئلة التي لا يُرْهِقُنا البحثُ لها عن أجوبة، وإنما يُرْهِقُنا البحثُ عن قالَب مُناسِب لِطَرْحِها.
شَيْءٌ مِنْ ذاك تَتَمَنَّى أنتَ بِحَماس أنْ يَتَحَقَّقَ، وشيء آخَر تَتمنى لو أنَّ الأرضَ تَبْتَلِعُكَ خَشْيَةَ أنْ تَتَصَوَّرَ نَفْسَكَ تَعيش اللحظةَ كما تُفَكِّرُ فيها.
لكنَّها الحياة تَفْرِض علينا اختيارات مِنَ الصَّعب أنْ يُقْنِعَ فيها الواحدُ مِنَّا نَفْسَه بأنه يَعيشها حقيقةً أم أنها تَتَصَيَّدُه في عالَم الكوابيس.
نافِذَةُ الرُّوح:
«عَيْنُ الإحساسِ لا تَكْذِبُ».
«بابُ الْمُروءةِ عِزَّةُ النَّفْسِ».
«حِذاءُ الصَّبْرِ لا يَبْلَى».
«قِيلَ لليلِ: ما قصَّةُ عباءتِكَ السوداء؟ قال: تَحَمَّلْتُ مِنْ توحُّدِ العُشَّاق بي سَهَراً ما لا يَتَحَمَّلُه النهار، فَرَأَيْتُ مِنَ الحِكمةِ أنْ أُخْفيهم عَنِ الأَنظار».
«مِنَ الجُبْنِ أنْ تَبْنِيَ نجاحَكَ على أنقاضِ فَشَلِ مَنْ هُمْ أكثر جَدارةً مِنْكَ واسْتِحْقاقا».
«تَقولُ الخَيْبَةُ: ما أَغْبانِي! مَرَّة أُخْرى لم أَنْتَبِهْ إلى الرمال المتحَرِّكة التي اسْتَدْرَجَتْ قَدَمَيَّ.. فَتَرُدُّ قِلَّةُ الحِيلة: تراها هيَ الرمالُ نفسُها التي ابْتَلَعَتْ رَغْبَتي في تَسَلُّق نَخلةِ أَعَزِّ ما يُطْلَب؟!».
«في الحياةِ مطرقةٌ ومِكواةٌ: فإِمَّا ضرباتُ العَجْز، وإمَّا لهيبُ السُّقوط».
بقلم:د.سعاد درير
copy short url   نسخ
14/06/2018
2624