يخيفني الرجل الواقف وراء الفيس بوك.
هذا الرجل، لا ينسى شيئا، خاصة تاريخ ميلادك.. وهو من هنا، يبادر كلما مرت ذكرى ميلادك- إلى تنبيه اصدقائك، ليقولوا لك شيئا، في هذا اليوم السعيد.
هو كان يوما سعيدا، بالتأكيد على والديك، ولا أعرف ما إذا كان هو أيضا يوما سعيدا بالنسبة لك أم لا، تماما مثلما لا أعرف انا أيضا ما إذا كنت سعيدا أم لا، في يوم ميلادي.
في يوم الميلاد، خروج من دنيا الرحم، إلى دخول في دنيا الأرحام.
من رحم الأم، إلى رحم الإنسانية.
فكرة الرحم الثاني، في صلته، أيضا.. مثلما كانت، الصلة في الرحم الأول.
فكرته، أن نبره، ونرحمه، ونكون به دائما على صلة، وفي كل ذلك نوع من الامتنان للرحم الاول- رحم الأم- الذي كان بنا برا حفيا، ونحن نتقلّب فيه، من تكوين إلى تكوين!
إنني أحيي (مارك) ذلك العبقري الذي (صنع) أعجوبة الفيس بوك. تلك اعجوبة معنية بالتواصل الاجتماعي بين كل البشر.. وفي هذا التواصل، صلة للرحم الإنساني.. للأرحام في كل مكان، في هذه الدنيا!
أمس، تواصلتُ. هنأتُ أصحابا فيسيين) لم أكن لأعرفهم، لولا (مارك).. وبهذه التهنئة، وصلتُ رحما.. أرحاما، ليس بيني وبينهم من صلة رحم، بمفهوم الرحم الأولاني، الضيّق!
التهنئة بذكرى الميلاد، تُفرح.. لكن لو انتبه أي منا قليلا لابتأس كثيرا، ذلك لأن في زيادة الأيام، والسنوات.. نقصانا!
يوم من بعد يوم، تحملنا الأيام، إلى (عالم) آخر. عالم لم نكن فيه على الإطلاق، لكن سبقتنا إليه القرون الأولى، ونحن من جانبنا سنسبق إليه، القرون التي تأتي.. وتروح..
ما أتعبنا نحن البشر، وقد كُتب علينا، ما أن نلبث إلا قليلا، في مكان، حتى نفارقه إلى مكان آخر، دون إرادة منا، على الإطلاق!
ما أصعب مفارقة الأمكنة.
ما أصعب مفارقة اليوم الذي راح،
ما أكثر مراوغة اليوم، الذي هو باكر..
ما أضيعنا، ونحنُ نغني مع المغني: «يا يوم بُكرة ما تسرع.. تخفّف ليا نار وجدي»!
بقلم : هاشم كرار
هذا الرجل، لا ينسى شيئا، خاصة تاريخ ميلادك.. وهو من هنا، يبادر كلما مرت ذكرى ميلادك- إلى تنبيه اصدقائك، ليقولوا لك شيئا، في هذا اليوم السعيد.
هو كان يوما سعيدا، بالتأكيد على والديك، ولا أعرف ما إذا كان هو أيضا يوما سعيدا بالنسبة لك أم لا، تماما مثلما لا أعرف انا أيضا ما إذا كنت سعيدا أم لا، في يوم ميلادي.
في يوم الميلاد، خروج من دنيا الرحم، إلى دخول في دنيا الأرحام.
من رحم الأم، إلى رحم الإنسانية.
فكرة الرحم الثاني، في صلته، أيضا.. مثلما كانت، الصلة في الرحم الأول.
فكرته، أن نبره، ونرحمه، ونكون به دائما على صلة، وفي كل ذلك نوع من الامتنان للرحم الاول- رحم الأم- الذي كان بنا برا حفيا، ونحن نتقلّب فيه، من تكوين إلى تكوين!
إنني أحيي (مارك) ذلك العبقري الذي (صنع) أعجوبة الفيس بوك. تلك اعجوبة معنية بالتواصل الاجتماعي بين كل البشر.. وفي هذا التواصل، صلة للرحم الإنساني.. للأرحام في كل مكان، في هذه الدنيا!
أمس، تواصلتُ. هنأتُ أصحابا فيسيين) لم أكن لأعرفهم، لولا (مارك).. وبهذه التهنئة، وصلتُ رحما.. أرحاما، ليس بيني وبينهم من صلة رحم، بمفهوم الرحم الأولاني، الضيّق!
التهنئة بذكرى الميلاد، تُفرح.. لكن لو انتبه أي منا قليلا لابتأس كثيرا، ذلك لأن في زيادة الأيام، والسنوات.. نقصانا!
يوم من بعد يوم، تحملنا الأيام، إلى (عالم) آخر. عالم لم نكن فيه على الإطلاق، لكن سبقتنا إليه القرون الأولى، ونحن من جانبنا سنسبق إليه، القرون التي تأتي.. وتروح..
ما أتعبنا نحن البشر، وقد كُتب علينا، ما أن نلبث إلا قليلا، في مكان، حتى نفارقه إلى مكان آخر، دون إرادة منا، على الإطلاق!
ما أصعب مفارقة الأمكنة.
ما أصعب مفارقة اليوم الذي راح،
ما أكثر مراوغة اليوم، الذي هو باكر..
ما أضيعنا، ونحنُ نغني مع المغني: «يا يوم بُكرة ما تسرع.. تخفّف ليا نار وجدي»!
بقلم : هاشم كرار