+ A
A -

من يأتي على رأس الشجرة التنظيمية في أي وزارة أو مؤسسة أو قطاع أو إدارة أو قسم يعي الجميع دون استثناء أنه هو الشخصية المسؤولة والأكثر تأثيرا في الميدان الوظيفي المهني.. هو الشخص المسؤول عن الجميع والمحيط الذي يشغله.. دوره حيوي في إنجاح الخطط وتسخير الإمكانات وتوجيه الطاقات وتبني الأفكار والمقترحات والمبادرات واتخاذ القرارات والقدرة على تنفيذها.. هو المسؤول - في تقديري – عن النجاح أو الفشل بشكل كبير، هو صاحب الأثر الفاعل والمباشر في التفاصيل وإذا كان بهذه الأهمية فلا بد أن يكون في أولوية برامج التطوير والتحسين المنشود.

هناك في واقعنا المهني قطاعات وإدارات وأقسام إداراتها عليها بعض علامات الاستفهام ؟ لأن بعض عناصرها تفتقد للمعايير الموضوعية في شغلها لمواقعها الوظيفية.. فكيف نتوقع النجاح لهذه العناصر وهي تفتقد للكفاءة والاحترافية والرغبة وحب العمل بل «تعدد أياماً وتقبض راتباً.. ليس إلا !!» إن فاقد الشيء لا يعطيه يا سادة.

نستطيع أن نقول بكل ثقة: إن القطاع أو الإدارة أو القسم المتميز لابد أن يحظى بمسؤول متميز بقائد رائد متميز.. يعيد له النبض والحيوية يترك فيه أثر ليحصد الثمر.. إن الشخص المسؤول المتميز لا يمكن أن يكون موقعه الذي يشغله فاشلاً أو متعثراً، حتى لو وجدت فيه عناصر الفشل وأسبابه.. سيحاول ويجاهد من أجل الإصلاح والتطوير والتحسين وترتيب الأوراق والتحريك والغربلة والتدوير واستثمار الطاقات بشكل صحيح.. يوزع الأدوار ويهيئ التربة ليرى الثمرة.. لا ولن يجامل في مصلحة العمل ولا يداهن (س) و(ص) ومن يفعل ذلك يمثل أول عناصر الفشل في قيادته ومحيطه.

الشخص المسؤول يتجه نحو مرتكز النجاح في إدارته بتوفير الميزانيات لا إهدارها.. وتنظيم الوقت.. والأخذ بالمقترحات.. وتنفيذ المبادرات غير المألوفة.. وتفجير الطاقات.. واحتضان الكفاءات والبراعم الخريجة الشابة وتسخير الإمكانات لها بتدريبها وتعليمها لا تنفيرها بحجة الخبرة ! والخبرة من أين ستكتسب إلا بالعمل والتعليم والتدريب..

الذي سيحسن أداءهم ويمكّنهم من مهارات التعلم التي تزيد فاعليتهم.. وتجوّد مشاركتهم الوظيفية.. هناك ترهل في وضع الشخص المناسب في مكانه المناسب.. هناك ترهل في الصلاحيات وازدواج في المهام.. هناك في الميدان تجاذبات بين الأقسام وممارسات تنفيذية بعيدة عن النواحي الفنية.. هناك ترهل في الممارسات والمخاطبات وتوزيع الأدوار والمكاتبات ! وكله في تقديري للتشابك والتداخل واللوية، والتخبط بسبب ضعف التأهيل أو وغياب الخبرة أو فقد الكفاءة الإدارية والقيادية.. التي يجب أن تكتسب طوعا أو تفرض إلزاما ولا بد أن يمر المسؤول بمرحلة طويلة من التأهيل والتمكين والممارسة والاختبارات الدورية مقابل المميزات والمكافآت اللائقة والحوافز المناسبة التي يتقاضاها – وعليه بألف عافية - في سبيل صناعة المنافسة والنجاح في موقعه.. وأجزم لن تنجح مشاريعنا التعليمية أو التنموية أو التطويرية مهما كانت عظمتها وأهميتها ما لم نضمن كفاءة القيادة التي تديرها أو التي تشرف عليها.. وعلينا أن ندرك أن كل الرهانات خاسرة، ما لم يكن الرهان على الشخص - رجل أو امرأة - القوي الأمين.

لن نتطور إن لم تتطور القيادة المباشرة.. ولن نتحسن إذا لم نحسن اختيار القائد الحيوي المرن المهتم الذي يعمل بحب، يحسن التوجيه والتقييم والتوجيه، الصادق مع نفسه والغير.. ويتلمس راحة المرؤوسين ويتلمس الفروق الأدائية لهم ويوظـفها صح ويكشف القصور، ويحديد مكامن الخلل.. ثم يجعلها أداة للتحسين.. ووسيلة للتـقويم..

ومع جميع هذه التفاعلات ندرك أهمية المسؤول أو ما يسمى بالقيادات.. فالله الله عند اختيار القيادات يجب اختيارهم حسب المعايير الموضوعية لا الشخصية وإعادة صياغتها من جديد.. ووضعها في الموقع المناسب.. ومن ثم نمضي للمتابعة والمحاسبة والتدقيق وضبط التفلتات والاختلاسات، لنختصر المسافات ونحقق التوقعات ونحصد الإنجازات في أسرع وقت ممكن.. والله من وراء القصد.. وعلى الخير والمحبة نلتقي.

copy short url   نسخ
04/01/2024
30