+ A
A -
اقتيد إلى المحكمة بالقوة، والتهمة غليظة: ارتكاب مجازر وجرائم ضد الإنسانية.
نطق القاضي بالحكم: المؤبد.
رفع حسين هبري، جزار تشاد، يوم كان حاكما قبل ربع قرن، صوته: «فلتسقط فرنسا- إفريقيا» لكن صوته الخائر تبدّد في خضم الفرحة العارمة التي استبدت بالآلاف من عائلات الضحايا، في كل مكان في تشاد.
المحكمة إفريقية، ومقرها في السنغال.
ذلك شيء مشرف لهذه القارة الموبوءة بالحكام الجزارين، والفساد.. الموبوءة بمافيات نهب الثروات.. وتلك للأسف مافيات رئاسية.
الحكم، يقول شيئا مهما: لقد ولّى الزمان الذي يرتكب فيه الرؤساء الأفارقة المجازر والفظائع والانتهاكات المقززة، ثم يفرون بعد اسقاطهم، يحتمون بدول أخرى، إفريقية أو غير إفريقية!
لا فرار..
ولا احتماء..
الشعوب تعرف تماما كيف تطارد القتلة الفظائعيين.. والجرائم، لا تسقط بالتقادم.
تلك كانت رسالة الشعب التشادي.. وتلك هي أيضا رسالة المحكمة الإفريقية في السنغال.
الحكم ليس نهائيا، وأمام حبري فرصة الاستئناف.. لكن ماذا يمكن أن يقول الجزار، وهو ملطخ بالدم، وصرخات الضحايا تستصرخ ضمير العدالة الناجزة؟
أكاد أتخيلهم، الرؤساء الجزارين- بعد هذا الحكم- أي منهم، يتحسس الدم في يديه الملطختين، ولا.. ولا من سبيل إلى غسله على الإطلاق!
الشعوب لا تنسى.. ولا تتناسى..
وليس هنالك من حق للشعوب، يمكن أن يضيع..
عاشت العدالة.. انظروا.. حسين حبري الآن في لباس السجناء. الرأس إلى أسفل.. وصيحته في المحكمة، لم يعد لها من صدى على الإطلاق!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
31/05/2016
974