+ A
A -
معهد الدوحة للدراسات العليا، يهدف إلى إعداد باحث عربي متمكن في مجال العلوم الاجتماعية، فكرته جيدة أدواته عربية، موقعه في قطر، حيث الاعتقاد بأنها أكثر البيئات العربية حيادية لإقامة مركز بحوث اجتماعية بعيداً عن الأيديولوجيات وتدخلها في مثل هذه المشاريع، في اعتقادي أن فرصة نجاحه عربياً أضعاف فرصته نجاحه محلياً، وكلا الفرصتين تعتمدان على اقتناع السلطة العربية بأهمية البحث الاجتماعي للمنطقة بدلاً من التركيز على دراسة أبحاث الآخرين ونظرياتهم الاجتماعية في دراسة مجتمعاتهم، ذكر لي أحد المسؤولين أن إقبال الشباب القطري يتركز بصورة أكثر على برامج الإدارة التي يوفرها المعهد ولا يلتحق ببرامج البحث إلا قلة تُعد على الأصابع، وهذا في اعتقادي يتفق ومتطلبات سوق العمل من هنا يأتي أهمية دور الدولة في إنجاح هذا المعهد الذي يضم خيرة باحثي العلوم الاجتماعية في العالم العربي محلياً، من خلال اعتماد البحث الاجتماعي كميزة تبحث عنها الدولة وليس فائضاً يجري تصريفه في دهاليز الوزارات المختلفة القائمة حالياً، مضى وقت طويل والأنظمة العربية لا تحبذ البحث الاجتماعي وتعمل على تحويل الباحث إلى موظف بعد التحاقه بسوق العمل وإطفاء شعلة البحث والسؤال فيه، وهو مسلك سلكته جميع الأنظمة الشمولية في العالم كله. اعتقد أن من الأهمية بمكان أن تعمل الدولة على إنجاحه بشكل يستفيد منه مجتمعنا القطري والخليجي والعربي كذلك، حيث يتمتع المعهد بحرية بحث أكاديمية واسعة لا تتوفر لأي مركز عربي آخر، وذلك عن طريق فتح المجال لمخرجاته ليصبحوا عنصر جذب لشباب المجتمع للانخراط في مجال البحث الاجتماعي، الذي اعرفه أن القيادة حريصة على توفير بيئة بحث حيادية لإنتاج قيمة مضافة اجتماعية لهذه المجتمعات لتشخيص مشاكلها والظواهر الاجتماعية التي تظهر وتختفي دونماً معرفة أسبابها ومسبباتها بشكل يجعل المنطقة تتجاوز ماضيها إلى مستقبلها.
نحن بحاجة إلى علم الاجتماع والفلسفة، الْيَوْمَ أكثر من أي موضوع آخر، الظواهر الاجتماعية التي تحفل بها حياتنا المعاصرة فقط منذ أحداث الربيع العربي حتى أزمة الخليج، تقتضي بقيام بحث اجتماعي من جميع تخصصات العلوم الاجتماعية، حول ماهيتها وكيف وجد الإنسان العربي نفسه يعيش الأزمنة كلها دفعة واحدة بلا دليل ولا مرشد ولا حتى نور في آخر النفق، نحتاج إلى خلدونية جديدة، تفسر لنا ما جرى وما يجري علمياً ولا نعيش عالة على دراسة مجتمعات الآخرين وتبني مشاكلهم وحلولهم لنظفر في النهاية بخفي حُنين.
بقلم : عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
29/04/2018
2380