+ A
A -
عندما ينعدم الاحترام، ويسقط، تسقط معه أشياء كثيره قد لا ندركها بنظرتنا المحدودة، وقد تضيع في زحمة حياتنا المملوءة باللاشي.... يمثل اللاشيء ما نسبته 90 في المائة من حجم حياتنا حيث انحرفت بوصلتنا بعيدا نحو حياة مغرقة بالماديات، ونحو البحث عن سعادة زائفة من خلال متع ذات طبيعة آنية لا تبقى إلا بمقدار الوقت الذي نمضغ فيه الطعام وقبل أن نخرجه من أجسادنا... تكبر أجيال خلف أجيال دون رؤية، دون أن تعي وما خلقت الجن والإنسس إلا ليعبدون بمعناها الواسع الحقيقي الذي يهدف لإعمار الأرض وبناء الحضارة في حصن من الأخلاق والمبادئ، والقيم. القيم التي تثبت كل يوم انها ليست أساطير الأولين، وليست من باب الرفاهيه ولا مجرد مصطلحات للتلقين، وحشو الكتب والثقافات لكنها كائن حقيقي. قد لا يعرف الكثيرون، وجهها ولا ملمسها ولا حتى رائحتها، لكن أثر انكسارها بات كأثر السياط التي تجلد ظهر واقعنا، وتترك خلفها جروحا نازفه، وجسدا مشوها، يغرق الانسان في الدم، ووحل الظلم، ومستنقع الرذيلة حيث باتت كل هذه المساوئء تنتظر خلف الأبواب، وخلف الشاشات، والعجيب أننا أصبحنا أحيانا ندفع مقابل ما يفقدنا احترامنا لأنفسنا!!!!!. تقول لي إحداهن ابنتي منحرفة، فسألتها: هل ربيتها على أن تحترم ذاتها؟.... اشتكت لي مدرسة ما عن مشاغبات الطلاب، قلت لها: علميهم احترام الذات قبل أن تعليمهم الألف من الياء،.. سألوني عن شعب يعيش باستكانه مستميتة تحت جناح طاغية في بلد يختطف فيه خيرة الشباب، ويقتلون تحت التعذيب... تغتصب الفتيات وتختفي في السجون... ينهب الوطن بلا حدود... يعيش الملايين من غير خط للفقر، تتعاظم الجريمه حتى يستحي منها الشيطان... إذن لماذا يصمتون؟، لماذا تحولت صدورهم إلى مقابر؟ وأحلامهم إلى أموات. قلت لهم: ربوا على عدم احترام الذات.
فالذات حين تربى على الاحترام يدرك الإنسان قيمته ويأبى أن يستغفل عقله، أو أن يستغل جسده، أو أن تهان كرامته، وقس على ذلك كل أحياء النفوس، وأمواتها من البشر. قس ذلك من نشأة طفل صغير، إلى نشأة شعوب بأكملها، من واقع إنسان بسيط، إلى واقع أمم بأكملها حين يشغلنا اللاشيء عن أن نحترم أنفسنا كبشر، أو يرمينا الاستبداد في أتون جحيم من الإذلال، وقمع الحريات.. حينها سندرك ولو لوهلة ما الذي يسقط حين يسقط الاحترام.
بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
24/04/2018
3212