+ A
A -
وصلتني قبـل مدة رسـالة على «الواتس أب» فيها مقتطف من رأي طويل للدكتـور حجر أحمد حجر وزير الصحة الأسبق، ويقول إن تاريخ انتهاء الصلاحية المكتوب على كثير من الأشياء (ومنها الأدوية) خداع تجاري، ويضرب مثلاً بأنه جاؤوه في بيته بعلبة شاي انتهت صلاحيتها، فنزع ورقة الصلاحية وشرب منها.
قلت لنفسي: هذا طبيب معروف، درس في أرقى الجامعات، وحاز عدداً من الدرجات العلمية، ومارس الطب الباطني وطب القلب سنوات طويلة، فهو لا يورد كلاماً ليس علمياً، أو «يهرف بما لا يعرف». وبحثت فوجدت تقريراً نشر في مجلة الجمعية الطبية الأميركية (JAMA)، يقول إن أنواعاً من الأدوية قد تحتفظ بالكثير من فعاليتها لمدة تصل إلى 40 سنة. وتقول رسالة «جامعة هارفارد» الصحية إن تاريخ انتهاء الصلاحية مطلب قانوني فرضته إدارة الأغذية والأدوية الأميركية منذ عام 1979. ويقصد بهذا التاريخ أنه «لا يزال بإمكان الشركة المصنعة ضمان الفعالية الكاملة وسلامة الدواء». تشير الأبحاث إلى أن 90 % من أكثر من 100 نوع من الأدوية، تكون جيدة للاستخدام حتى بعد مرور 15 عاماً على انتهاء صلاحيتها.
قام الباحثون باستخدام 14 مكوناً نشطاً مميزاً بتحليل أدوية مختلفة انتهت صلاحيتها قبل 28 إلى 40 عاماً، وكشفت النتائج التي توصلوا إليها أن معظم المكونات النشطة لا تزال فعالة بنسبة 90 % على الأقل، وهو ما يعتبر الحد الأدنى من الفاعلية المقبولة. العقاقير الوحيدة التي سقطت تحت هذه العتبة كانت الأسبرين، الفيناسيتين (مسكن للألم)، والأمفيتامين.
قال المدير السابق لبرنامج اختبار المؤسسة الأميركية للأغذية والأدوية (FDA) إن «تواريخ انتهاء الصلاحية التي يضعها المصنعون لا تؤثر على ما إذا كان الدواء قابلاً للاستخدام لمدة أطول». وقال أيضاً إنها تستخدم في «التسويق ليس لأسباب علمية. ليس من المربح لهم أن تبقى المنتجات على الرف 10 سنوات. إنهم يريدون دوران السوق». ثمة أدوية يجب عليك التخلص منها دائماً بعد انتهاء صلاحيتها، أما الأدوية التي تأتي على شكل حبوب (TABLET) أو كبسولات فلا خوف من تناولها بعد انتهاء صلاحيتها.
في هذا المجال أيضاً ينتشر الآن في بعض المحطات التليفزيونية تحذير من فيروس X ويقولون إنه في حال انتشاره سيقضي على 33 مليوناً في العام الأول و300 مليون في العام الثاني. إذا كان قد سمّي X لأنهم يجهلون تركيبه، فكيف تؤكدون هذه المعلومات؟ ألا تشمون في هذا رائحة مؤامرة من إحدى شركات الأدوية لتعلن بعد ذلك عن توصلها إلى علاج؟ هل تذكرون أنفلونزا الدجاج وأنفلونزا الخنازير؟
بقلم : نزار عابدين
copy short url   نسخ
23/04/2018
2340