+ A
A -
هناك أكثر من سبب واضح يدعو إلى فشل القمة العربية الراهنة التي تعقد في الدمام بالمملكة العربية السعودية، وبالتالي وفاة الأمة العربية مضاعفة فيها هذه المرة ولعدة أسباب أذكر منها التالي:
أولاً: لم يعد هناك مايسمى دولة عربية بمفهوم الدولة السيادي، ولم يعد هناك كذلك دولة عربية قابلة لأن تكون مشروعاً للتوسط والانقاذ ولاحتى زعيماً يمثل طوق نجاة تختزل فية الأمة امالها وتطلعاتها.
ثانياً: أصبح تصدير المشاكل والازمات هو السمة الظاهرة والواضحة لكل نظام، فالهم كله يقوم على حماية النفس والكرسي حتى على حساب الشعوب.
ثالثاً: سقوط المرجعية العربية التي قامت على اساسها القمة العربية بل والجامعة العربية واستبدالها بمرجعية البيت الابيض ليس في الخلاف مع إسرائيل كما كان سابقاً بل في الخلاف البيني مع الاشقاء، فالاوراق جميعها في واشنطن وبدرجة اقل عند روسيا الأمر الذي يجعل من عقد القمة أمراً يخجل منه العربي لأنه مجرد صفر في عالم المعادلات.
رابعاً:البشاعة والصفاقة التي سبقت عقد القمة تجعل منها مسخاً، وأعيدكم إلى مايصدر عن دول الحصار من بيانات.
خامساً: غياب الأمن لأول مرة في تاريخ القمم العربية يصبح مقر الاجتماع هدفاً عسكرياً من قبل دولة عربية أخرى، أليس هذا هو قمة الفشل ولو كان مسماها قمة «القدس» كما يزعمون. كيف يمكن أن تكون قمة العرب هدفاً لصواريخ العرب؟
سادساً: قمة بلا مشروع واضح استبعدت جميع الاوراق الهامة التي يجب أن تُحل أولاً حتى يمكن أن نسعى لموقف عربي موحد إزاء العالم، حصار قطر، استهداف اليمن وقتل شعبها بلا أفق ولا هدف واضح وهو الامر الذي مر عليه اكثر من 3 سنوات.
سابعاً: لاأقول ان القمم السابقة كانت ناجحة، إلا انها على الأقل كان فيها نسبة عالية من الخجل ونقد الذات والحد الادنى من التضامن وبعكس قمة الدمام الحالية التي تبدو خالية من ادنى درجات الخجل من الذات بل والمزايدة في الانكشاف على الغير حتى بدون طلب أو إلحاح من ألد الاعداء.
ثامناً: القمم السابقة كانت قمم زعامات، ناصر، صدام، الحسن، الحسين، فيصل لها تقدير في وجدان الشعب العربي على الرغم من أخطاءها، إلا أنه كان هناك قدر من الاحترام نظراً لعروبتها، اليوم لانجد أحداً، الوحيد بلا مجاملة الذي لدى الشعب العربي تجاهه مقداراً من الحب والشعبية بشهادة الرئيس الأميركي ترامب هو سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولم يكن مستعداً للحضور لأسباب تخص وطنه وشعبه وإيمانه بقضيته وعدالتها.
تاسعاً:تبدو قمة الدمام قمة فاصلة بين إرادة التحرر ورغبة الحفاظ على الوضع الراهن بل والتشرنق إلى حد الحفاظ على كرسي الحكم، قمة الدمام هذه، هي قمة الحفاظ على كرسي الحكم حتى وإن أدى ذلك لوقوف الدولة ضد الأمة، أو وقوف االسلطة ضد الشعب.
حيث الصراع لم يعد عربياً –إسرائيلياً بل أصبح عربياً-عربياً ووصل لكي يصبح صراعاً أهلياً، بعد هذه القمة في اعتقادي ستبدو المواجهات عربية- عربية بامتياز مالم يسعف الله القوم وتتدخل ارادته ثم عقلانية من تبقى من أصحاب العقل لإنقاذ الموقف.
عاشراً:هذه القمة هي قمة إسرائيل والتسابق نحوها وسقوط السرديات الكبرى، مثل المد الإسلامي لتحرير القدس وقبله المد القومي والرسالة الخالدة، واللاءات العربية وغير ذلك من السرديات الكبرى، خاصة بعد الموافقة الخجولة والتي ستعلن عن الموافقة على اعتبار القدس عاصمة ابدية لإسرائيل.
يبقى أن أشير إلى أن التصهين هو الداء الحقيقي، قادتنا السابقون ارتكبوا أخطاء بالغة لكنهم لم يرتكبوا خطيئة التصهين التي يمارسها قادة اليوم مع الاسف، يعتقدون أن التصهين سيحمي عروشهم ولم يدركوا أنه لاحماية لهم الا من داخل شعوبهم وعروبتهم وإيمانهم بقضيتهم .
بقلم : عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
16/04/2018
2695