+ A
A -
«إذا كان جيدا بما فيه الكفاية لي، إذا سجل أهدافا أخرى، سأصبح مسلما مثله»،
ما سبق كلمات أغنية جديدة ابتكرتها جماهير نادي ليفربول الانجليزي، لنجمها المصري محمد صلاح، عقب تسجيله هدفا في مرمى بورتو البرتغالي في دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا.
لا يحتاج اللاعب الفذ إلى المزيد من كلمات المدح والاطراء والثناء على موهبته الاستثنائية، رغم جدارته بهذا، إلا أن الخبراء الرياضيين والمحللين الكرويين، أقدر على القيام بتلك المهمة، وأمهر في الوفاء بها.
ما يعنيني، من توهج ولمعان النجم محمد صلاح، شيئان، الأول ما يقدمه من نموذج للشباب العربي المسلم.
فما يقدمه صلاح هو نموذج لما يطلقون عليه «القوة الناعمة». تلك القوة المؤثرة في وجدان الشعوب، التي لا تحتاج إلى مؤتمرات وكلمات، وإنما فقط تحتاج إلى عمل، دون طنين أو جعجعة.
لا شك ان الرياضة وتحديدا كرة القدم، واحدة من اهم ادوات تلك القوة الناعمة، بالاضافة إلى الثقافة والفنون والسياحة والآثار وغيرها، ولكن تبقى كرة القدم بشعبيتها والولع العالمي بنجومها، هي الأبرز والأقوى في هذا المجال.
ميزة ما يقدمه «مو صلاح»، يكمن في حالة الصدق، والبعد عن الادعاء، وتلك العفوية الرصينة والمحسوبة التي يتصرف بها النجم الرياضي اللامع.
عندما يذهب صلاح إلى المسجد، أو يسجد على عشب الملعب الأخضر بعد تسجيله للأهداف، لا يغازل الكاميرا، ولا يدغدغ عواطف الجماهير، هو يفعل ذلك، لأنه يريد أن يفعله، وهو ما يصل إلى قلوب الجماهير في أرجاء الأرض، وفي المقدمة منها الجمهور الانجليزي كبارا وصغارا.
الاهم ان الشاب الوقور، لم يلوث نفسه بالسياسة، ولم ينصب نفسه داعية، رغم ان تأثيره يفوق آلاف الدعاة، ذلك لأنه يقدم النموذج العملي، لما يجب ان يكون عليه المسلم، فهو يعمل وفق قواعد الاحتراف المعمول بها في رياضته بمنتهى الجدية والاخلاص.
ليس مطلوبا من «مو صلاح»، ان ينشر الإسلام في المملكة المتحدة، وهو الامر الثاني الذي يهمني في الحديث عنه، يكفي فقط ان ينشر الصورة الذهنية الصحيحة عن المسلم الصحيح والعربي الحقيقي. نحتاج كعرب ومسلمين إلى مئات اللاعبين والأطباء والمهندسين والناجحين في كل مكان في الغرب من عينة «مو صلاح».. لنزيل عن كاهلنا ما تراكم من شوائب.

بقلم : محمود عيسى
copy short url   نسخ
15/04/2018
2023