+ A
A -
دخل علينا في الفصل الأستاذ الازهري «دسوقي» مدرس العلوم الشرعيه وهو يتأفف قائلا «أيه ده حاجه تفلأ «تفلق» أقول له إنا اعطيناك «الكوسر» يقولي لأ «الكوسر»، والاخوه المصريون عموما يلفظون حرف «الثاء» سين وكان الاستاذ دسوقي بالاضافة إلى عمله كمدرس في مدرسة الريان القديم الابتدائيه للبنين، يعطي دروسا دينيه بعد العصر في جامع الريان القديم الكبير، وصادف أن قرأ سورة الكوثر كما ذكرت فاعترض عليه أحد الحاضرين من كبار السن واتهمه بأنه يحرف القرآن ويسيء إليه وطلب منه التوقف عن إعطاء الدرس، ثم طلب من الوزاره بعد ذلك باستبداله بآخر يتقن قراءة القرآن ومخارج الحروف، عرفت بعد ذلك أن ذلك الشخص هو علي بن محمد المعضادي، وهو رجل عرف عنه التقوى والمجاهرة بالحق وبالأسلوب الصريح والمباشر، وبما يأمر به الدين. والجدير بالذكر عندما قدم للبلاد بعض الإخوه المصريين من الازهريين لتدريس مادة العلوم الشرعيه والقرآن أحضروا معهم بعض العادات التي لم تكن مستحبة من أهل قطر أو لم يكونوا قد اعتادوا عليها، كإحضار مقرئ ليوم الجمعة يقرأ على المصلين وهم منصتون أو مرددون الله أكبر أو غير ذلك، وأذكر ان المرحوم عبدالله بن محمد الخاطر قد نهرَ أحدهم عندما طلب منه الاستماع لقراءته وعدم تلاوته القرآن بنفسه، قائلا: هذه بدعه وكلنا يقرأ القرآن ويحفظه. كما كانوا ينزعجون من الاستخدام المكثف للمايكرفون سواء نداء أو قراءة، أو التطويل في الخطبة أو الصراخ عند إلقائها، كل هذه العادات ليست من خصائص فهمهم للدين الحنيف، خوفا من تحول العادة إلى بدعة ومن ثم تصبح من الدين مع مرور الزمن. الأمر الذين قد خفت حدته بشكل كبير بعدما طغى تدريس المادة نظاميا على مدارس الكتاتيب.

بقلم : عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
14/04/2018
2695