+ A
A -
في أوائل التسعينيات، كنت أعيش فترة مراهقتي الجميلة..
بالقطع لم يكن هناك جوالات محمولة، ولا انترنت، ولا وسائل تواصل، ولا حتى ستين ألف محطة تليفزيونية تبث على مدار اليوم.
لم يكن عندنا – معشر المراهقين – إلا التليفزيونات الرسمية التي تستهلك نصف برامجها في أخبار استقبل وودع..
والنصف الآخر مسلسل ليالي الحلمية وسهرة تليفزيونية..
في تلك الفترة لم يكن للمراهقين من مجال إلا المجلات والصحف.. التي تشتريك بصور الفنانات من أجل ان تشتريها بريال..
في تلك الفترة كان بزوغ نجم النجمة العالمية بروك شيلدز صاحبة الجمال الطبيعي 100 %...
حتى حاجباها ذوات الشعر الكثيف، لم تعبث بهما وتركتهما كما خلقهما الله فما زاداها الا جمالا على جمال..
مرت الأيام..
وتقدم العمر..
وكثرت الجميلات..
ولم نعد نقف كثيرا عند الجمال لكثرته، خصوصا ونحن نشعر أنه مصطنع مزور، والنفس بطبيعتها تحب الطبيعي.
فجأة قبل أمس..
وأنا أتصفح جوالي قبل النوم كما هي عادتي،
رأيتها..
بروك شيلدز، والله لو لم اقرأ الاسم لما عرفتها..
لا تحمل من جمال التسعينات إلا الاسم فقط..
الملامح كلها تغيرت، السنوات والعمر وتقدم الزمان حفرت تواقيعها التعيسة البشعة على صفحة جبهتها وخديها وعنقها..
صدمتني الصورة، اذهلتني، كسرت كبرياء الجمال في قلبي...
يا الله هل هذه بروك شيلدز؟
هل هذه جميلة الجميلات؟
أخرجت صورتها في التسعينات من خزائن ذاكرتي في الدرج السابع عشر من أدراجها..
فكأن المرأة ليس المرأة..
اليوم بروك شيلدز في منتصف الخمسينيات..
شاخت، وشاخت معها المراهقة وذكرياتها..
كم هي قاسية الأيام على الجمال..حتى جمال بروك شيلدز لم تحترمه؟!

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
10/04/2018
3242