+ A
A -
الموجز: هل الجمال جريمة تستحق العقاب؟
في رأيي نعم هو كذلك،
الجمال جريمة تستحق العقاب، الحبس مثلا لمدة يومين أو أسبوع في حديقة الزهور أو شلالات نياغرا أو في مصيف زيلامسي، المهم عقاب، ولكن بما أنه عقاب بتهمة الجمال فلا بد أن تكون العقوبة من ذات الصنف.. الجمال.
التفاصيل:
كنا نجلس في كافي، صديقين ولم يكن الشيطان ثالثنا، كنا نتحدث عن أحد مذيعي الجزيرة وأنه يمكن أن يكون المذيع ناجحا بوجه غير جميل، حقيقة تكلمنا فيه بعض الكلام الذي أهداه كثيرا من حسناتنا.
وفجأة...
جاءت مقبلة نحونا، ليس لنا – للأسف - لكن نحونا، لم تمر بطاولة من الطاولات إلا واستلت انتباه من عليها كأنها تجر أنظارهم بحبل معلق بطرف رمشها.
كانت تعلم أنها نووية الجمال، ورغم ذلك لم تكن تحاول أن تقلل من خسائر جمالها على الناس رحمة بهم على الأقل، بل كانت تتعمد الإمعان في الإبادة الجماعية للقلوب والعقول والعيون والآذان والإحساس والخ الخ الخ.
كانت تتعمد إحداث أكبر قدر من الخسائر باستخدامها لكل أنواع الأسلحة الجمالية المتوفرة لديها، وهي لم تكن إلا مصنعا متكاملا من الدمار الشامل.
العيون رشاشا خمسين.
الرموش سهام مسمومة.
الضحكة قنبلة صوتية حين تسمعا تفقد القدرة تماما على سماع شيء سواها.
العطر سلاح كيميائي يخدر مشاعرك بل يعصرها إلى أن تحس أن قلبك سيخرج من منخريك.
كنت أنظر لوجهها، ومن شدة نعومته أشعر انها لو عطست لانفجر الدم منه.
هل مر بك موقف من كثرة الذهول نسيت فمك مفتوحا...
هذا ما حدث لي، نسيت فمي مفتوحا لمدة دقيقتين.
على رسلكم، لا تتهموني بالضعف أمام الجمال، فالأفواه حينها كلها كانت مفتوحة، وإن كنت نسيت فمي، فالكاشير في الكافي نسي حتى صرافة المال مفتوحة.
على كل حال..
فجرت المكان كله، ثم تركت الكافي بمن فيه يتلوون من ألم الجمال، إصابات وجروح وحروق وغرق واختناق واكتئاب..
الشرطة كانت في المكان، قريبة من الحادثة.
لم يحركوا ساكنا، لم يعتقلوها رغم كل تلك الإبادة الجماعية التي يشاهدونها.
دخلت بدلع وخرجت بسلام والقانون عاجز عن اعتقالها...
تذكرت حينها قول الله تعالى الذي اعطانا الحل لو التزمنا به لسلمنا:
قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ.

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
03/04/2018
3309