+ A
A -

(1)
من أجل بث روح الأمل في نفوسنا التعيسة، حفظونا هذا المثل:
«أزمة وتعدي».
لذلك حين حلت في مضاربنا العربية الأزمة، استقبلناها ببهجة كاذبة وأمل مزور وصرخنا:
أزمة وتعدي.
لكنها وصلت، ثم استوطنت، ثم، استمكنت، وبدل أن تعدي الأزمة الأولى جاءت إلينا أزمة ثانية...
حاولنا تمثيل دور المتفائل وصرخنا في وجه الأزمة الثانية:
أزمتان وتعديان.
لكنها استوطنت مع أختها واستمكنت.
ونحن بانتظار أن تعدي إحدى الأزمتين حلت علينا أزمة ثالثة!
بلعنا غيضنا مع ريقنا وقلنا وغراب الغيض يصيح بين جوانحنا:
ثلاث أزمات وتعدي.
فجأة حلت الرابعة.
الأزمة الرابعة، ولا تزال الأزمات الثلاث اللاتي قبلها في عز عنفوانهن..
قتلنا الصراخ في نفوسنا،
حاولنا أن نقول أربع أزمات وتعدي..
لكن الموضوع تعدى الأمثال، وتخطى الصبر، وذبح الأمل.
وأصبحنا كقول الشاعر:
ولو كان سهماً واحداً لاتقيته
ولكنه سهم وثان وثالث.
المعروف في الأزمات أنها كالحطب. تحرق الواحدة منها أختها.
فنال أزماتنا كصخور الجبل الواحدة تسند أختها؟
لم يعد «أزمة وتعدي» صالحاً للاستخدام..
الآن أصبحنا نستخدم:
لا حول ولا قوة إلا بالله..
ومنها لله،
وحسبنا الله...
يا رب..
يا رب لا تبتلينا بأزمة خامسة «ولا تعدي».
(2)
‏السعادة لا تعني ألا يزورك الحزن أبداً..
‏بل تعني أنك تعرف كيف تتعامل مع الحزن إن طرق بابك.
بن سيف بقلم:
copy short url   نسخ
25/03/2018
3504