+ A
A -
بالمصادفة كنت أشاهد «برومو» لمسلسل الخانكة، والذي تتصدر بطولته الفنانة غادة عبدالرازق، ومن المقرر عرضه في شهر رمضان المبارك، ومعنى مفردة «برومو» أي شريط مصور للدعاية والإعلان لمسلسل أو فيلم أو برنامج، ظهرت عبدالرازق بشعر قصير مبلول، ومن دون مكياج فاقع، أو حتى عدسات ملونة، وحينما تمعن النظر إلى «البرومو» سريعاً ما سينتابك الشعور، بأنك بحاجة إلى معرفة المزيد من الأحداث، وربما ستدون في مفكرتك بأن يكون المسلسل من ضمن أولى قائمة مشاهداتك، حتى يمكنك أن تحدد مدى جودة المسلسل من عدمه، في المقابل أنا لا أدفعك أبداً لمشاهدة أي «برومو» لأي من المسلسلات الخليجية، لأنك لن تجد الحقيقة التي تود أن تصل لها، وستشعر بالإرهاق النفسي والفكري، وأنت تتابع تمثيلا باهتا ومبالغا فيه، إلى جانب بالتأكيد حرص الفنانات على الشكل الخارجي أكثر من إجادة الدور، المقارنة قاتلة إذا ما تمت بين المسلسلات المصرية والخليجية، لا تضيع وقتك الثمين وأنت تتساءل هل ما تراه حقيقي، أم لا يتنبه المخرج لتلك السقطة وهو يقوم بتصوير الممثلة، وهي تستيقظ من نومها بكامل زينتها؟ أو أن المخرج لا يمكنه أن يقنع الممثلة إياها، بأن ما تقوم به أمر ساذج وخاطئ وينفي مصداقية دورها في المسلسل؟.
الفكرة لا تبدو جديدة وأعني بذلك ما يحدث في الدراما الخليجية، ولكن الجديد ما فوجئت به عبر متابعتي لبرنامج التواصل الاجتماعي «السناب شات»، لإحدى الفنانات الخليجيات والمذيعة الشهيرة، فقد اعتمدت الأولى على الإعلانات من دون توقف، أما الأخرى وبعد توقف بث برنامجها لجأت إلى الإعلانات في «السناب شات»، وذلك بقبول زيارة بائعي المكياج كومار وراجو وحسان إلى بيتها، وتساءلت إلى أي مدى بدأ الفن في الخليج في الانحدار والهبوط، حتى بات العاملون فيه يلهثون للربح المادي بأي ثمن كان، حتى لو جاء ذلك على حساب صورتهم أمام جمهورهم!
أمر مخز أن يتحول من يعملون في الوسط الفني والإعلامي، إلى مجرد باعة من خلال شاشات الجوال، ومسوقين لأنواع مختلفة من الكحل وفرش المكياج وأصابع الحُمرة، وجلابيات رمضان، وعيادات التجميل، إنه أمر مخجل جداً وفي غاية الأسى، للأسف، ألا يخجل مثل هؤلاء من أنفسهم ومن تاريخهم الإعلامي والفني، وبدلاً من فكرة البيع والتسويق التجاري، وقيامهم بتصوير العمال الآسيويين الذين يعمدون على فرش بضاعتهم أمامهم، كما تفعل رقية وسبيكة في المسلسل الخليجي الشهير، حينما كانتا مجرد بائعتين في سوق المباركية، قبل أن تصبحا ثريتين بما فيه الكفاية، أثر حصولهما على مبلغ ثمين نظير تثمين الحكومة لبيتهما القديم، هل لهذه الدرجة العمل في الإعلام لا يؤكل عيش ولا يملأ البطن؟
هل تشعر مثلي بالخزي لما يحدث في وسط الإعلام الفني الخليجي، أم أنك تجدني حساسة أكثر من اللازم تجاه القيم، التي لم تزرع في الأساس لدى الجيل الحالي، الذي يمارس الإعلام من دون وعي أو حتى موهبة!؟.

بقلم : سارة مطر
copy short url   نسخ
29/05/2016
5126