+ A
A -
سبع سنوات مرت على بداية الحرب على سوريا، استخدمت فيها كل الأدوات واستثمرت كل المشاريع الدولية والإقليمية والعربية في محاولة لإخضاع هذه الدولة وتقسيمها وثنيها عن موقعها المتقدم في الصراع العربي الإسرائيلي.
في سبع سنوات اجتمعت على الارض السورية جيوش من كل دول العالم حتى صارت هيئة امم متناحرة، لروسيا وإيران واميركا وبريطانيا والمانيا وفرنسا وروسيا وتركيا وإيران جيوشها والقواعد والميليشيات الرديفة ناهيك عن مجموعات إرهابية جاءت من كل اصقاع الدنيا للتخريب وبث الفتن والتعصب مدعومة بدعم مالي ومعنوي وسياسي بعضه معلوم المصدر وبعضه مجهول، وبعدما كان التدخل الخارجي مطلبا ملحا من بعض الجهات، ثبت أن كل أنواع التدخلات التي حصلت حتى الآن تحولت احتلالات، ولم يعد هناك من من تدخلٍ مختلف، إلّا بما يوزع الكعكة السورية حصصا وأجزاء لصالح أطراف جديدة.
سبع سنوات دمرت بنيان الدولة السورية والاقتصاد وفرقت بين المكونات والشرائح السورية الموحدة. وفي مطلع السنة الثامنة تعود الحرب في سوريا إلى المربع الأول والى الواجِهة بشكل أقوى.
ومن الواضِح أن ما يجري تسويقه على انه انجازات حققها التَحالف الروسي السوري الإيراني في الميدان على حساب التراجع الأميركي باتت مُهَددة، لأن الرئيس دونالد ترامب يَقَرع مجددا طُبول الحرب. فبعدما قصفت صواريخه مطار الشعيرات يهدد هذه المرة بضرب دمشق نفسها. في حين ترد موسكو بالتهديد برد قوي على أي خطوة استفزازية من جانب واشنطن.
قرارات دولية وتهديدات عدمية وتفاهم من تحت الطاولة. كلها عناوين للموقف الدولي والعربي مما حدث ويحدث في سوريا، ومن شأن أي تدخل غربي محتمل جديد لوقف المأساة في الغوطة ان يضيف إلى الاحتلالات القائمة احتلالا جديدا.
التغييرات التي حدثت وتحدث في قمة الإدارة الأميركية تحمل مضموناً حساساً لناحية تغيير سياسة الولايات المتحدة من التعاطي بديبلوماسية في ملفات صاخبة وحساسة، إلى التشدّد فالجنوح نحو التهديد باستعمال القوة مع إعطاء الخصوم إشارات جدية بأنّها على استعداد للحرب لفرض أجندتها في تلك الملفات ولاسيما ضد إيران وفي سوريا خصوصا.
احتمال الضربة الأميركية عاد يخيم في سماء سوريا في ظل وجود رئيس أميركي يهوى المعارك وبات محاطا بوزراء حرب بعد اطاحة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وهو لا يكف عن سوق الاتهامات للنظام السوري باستخدام السلاح الكيميائي، كما لا يكف عن ممارسة الضغوط على موسكو تارة في مجلس الأمن وتارة اخرى عبر بريطانيا وقضية تسميم الجاسوس. ودخلت الامم المتحدة على خط التوتر العالي عندما حذر يان ايغلاند، مستشار الأمم المتحدة للشؤون السورية، من ان الحرب في سوريا ستشهد معارك طاحنة في تزامن مع دخولها العام الثامن.
سوريا المتعبة تحت ثقل اعباء السنوات السبع لم تعد فقط محتلة، وحروب الآخرين تدور في كل مدنها، ولا تلوح في الأفق توافقات دولية وإقليمية لحلٍ قريب، في ظل غياب كامل لمشروع وطني، ووجود تشوشٌ فكري وسياسي في كل المجالات، وتعدّديّة في التيارات السياسية الهامشية بامتياز. وفي ظل حروب مستعرة ومتنقلة من اقصى الشمال إلى اقصى الجنوب من عفرين إلى درعا مرورا بعفرين، وتهديدات غير مطمئنة كل شيء يوحي بأن الجرح السوري عميق، والعلاج غير متوافر.

بقلم : أمين قمورية
copy short url   نسخ
23/03/2018
2268