+ A
A -
اللغة العربية، للأسف، في منعطف خطير.. وما هو مهم ينبغي الخروج من هذا المنعطف، لأن اللغة العربية، هي في الاساس، لغة القرآن.
التلاميذ في المدارس- بكل أشكالها ودرجاتها- يعانون من ضعف ظاهر، في الكتابة بالعربية.. والقراءة بالعربية، ولا أعرف ما إذا كان هذا الضعف يرجع إلى المنهج، أم المعلم، أم إليهما الاثنين، معا.. أم هو يرجع إلى مزاج التلاميذ في الأساس، للأخذ بلغة القرآن، مأخذ جد؟
الأخطاء مميتة، لو رآها أحد كبار اللغويين الذين رحلوا، لشب من قبره حانقا، وأمطرنا باللعنات، ما جاء منها في شكل نكتة بلاغية، وما لم يجيئ!
الكثيرون لا يفرقون بين الذال والزين، وبين القاف والغين، والسين والثاء.. كتابة ومدة لسان.. والأكثرية لا تعرف الفرق بين الفاعل والمفعول به، ولا تعرف حروف الجر، ولا النصب، ولا الجزم، ولا تستطيع أن تكتب جملة واحدة، دون كمية من الأخطاء التي، تسبب (الكوما) الذهنية!
بنظرة واحدة إلى الكتابات، في مواقع التواصل الاجتماعي، يتبين ان التدهور في الكتابة بالعربية، بدأ منذ جيل أو جبلين، وذلك بالنظر إلى أعمار الذين يكتبون، ويتواصلون في تلك المواقع، اجتماعيا.
المشكلة، إذن، قديمة، نوعا ما.. وهذا يقودنا إلى الأسف العميق: ماذا فعل التربويون واللغويون تحديدا من مساع للقضاء على هذه المشكلة، التي ستصيب لساننا اللغوي- عما قريب- بنوع من الغربة: الغربة عن لغتنا الأم؟
كما في هذا العالم، ما يعرف بحرب الثقافات، والحضارات، والأديان.. هنالك حروب الألسنة واللغات، ومن الواضح تماما أننا لم نلتفت بالقدر الكافي، لهذا النوع من الحرب.
التغريب، أخطره: التغريب عن اللغة. أخطره تغريب اللسان..
نحن الآن في حالة استلاب لغوي..
نحن الآن في حالة غربة، عن لغتنا، إلا ما رحم ربي وربكم، من الأجيال التي سبقت الأجيال الحالية، بسنين لغوية!
بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
29/05/2016
1671