+ A
A -
أستمتع جدا حين لا أجد أي أخبار سياسية هامة تفرض عليك الكتابة عنها، وتجعلك كالزوج المغصوب على بنت عمه.
ولكن أنّى لي ذلك وأنا أشاهد وجه جمال ريان بأخباره العاجلة أكثر مما أشاهد وجه زوجتي «مع الاعتذار لكليهما».
المهم أني أحب أن أشعر بالحرية في الكتابة أحيانا، أشتاق أن أكتب عن الحب... يااااااه والله زمان، منذ أن عرفنا السياسة نسينا الحب، سقى الله أيام المراهقة التي تفسر كل شيء في الأرض على أنه امرأة.
كنت أشعر في مراهقتي أن الله لم يخلق شابا مثلي، فأنا الأكمل والأحسن والأقوى والأشجع، وأنا فتى أحلام كل البنات، كل البنات بلا استثناء، لذلك كان الشباب الآخرون يحقدون عليّ ويغارون مني، لأنهم يرون أني أنا الأفضل بينهم، ولكن بعد أن كبرت، اكتشفت أن كل المراهقين كانوا يشعرون بذات الشعور.
أذكر أنني كنت من عشاق الفنانة صابرين، قبل ما تتشحم وتتلحم وتتحول لأم كلثوم.
أذكر أنني كنت- ومازلت- أحب دنيا سمير غانم، رغم تفاهة تمثيلها لكنها تشحمت أيضا هذه الأيام.
كنت أعشق فيروز عند الصباح، ولكني رغم ذلك اغصب وسوسة شيطاني على أن أسمع المنشاوي أو المعيقلي يتلوان بعض آيات كتاب الله، فأؤجل سماعها إلى حين ميسرة.
كنت أحب أن أجرب علاقة حب مع بنت الجيران، ولكن الله لم يرزقنا ببنت جيران تفتح النفس، لذلك قتلت هذه الرغبة في نفسي.
صوت سميرة توفيق كان ومازال، ينقلني عبر الذكريات في شعور حنيني إلى أبي رحمة الله عليه، أذكر أنه كان يجلس مع أصدقائه ينظرون إليها بكل دقة وانتباه، بانتظار غمزة العين التي تشتهر بها، وبعد أن تغمز، تنفرج أساريرهم فكل واحد منهم يشعر أنها غمزت له.
من الأشياء التي نشأت معي أغنية..
دقوا المزاهر يالله يا أهل البيت تعالوا..
جمّع ووفّق والله وصدقوا اللي قالوا.
التي لا تخلو منها أي زفة مصرية، تعودت عليها من كثرة ما رأيتها في الأفلام، فبحثت عن أصلها ووجدتها لفريد الأطرش، كان يغني الأغنية بمصاحبة راقصة عشقتها حد الجنون رغم أني أعلم أنها توفيت منذ أكثر من ثلاثين سنة.
هكذا هي المراهقة تجعلك تحب حتى الأموات، المهم عرفت أن هذه الراقصة اسمها كيتي وهي يونانية وتورطت بشبكة تجسس يهودية ثم اختفت وماتت.
اليهود يلحقون بي حتى في الحب..
الحب صنع نزار قباني وصنع عبدالحليم حافظ وصنع كاظم الساهر وليس بعد هؤلاء من هو يصلح أن يكون رسول حب.
الحب بدأ يتلاشى من القلوب، تغير وتبدل، أصبح الحب الآن إلكترونيا، إلكترونيا بكل شيء، بالقبلة التي ترسم على شكل معين في الآيفون وترسل، في الوردة التي تهدى على شكل أقواس، في الكلمة في الهمسة في الشعور.
الحب أصبح مجاملة، الحب أصبح أنواعا وأشكالا ليس من بينها أبدا مادة الحب الأساسية...
حب مجاملة حب مصلحة... الخ.
مقالي هذا غير مرتب الأفكار وغير تسلسلي الموضوع، لقد فتحت صنبور الذاكرة وجعلته يسيل على طريق المشاعر مباشرة للورقة الإلكترونية دون فلترة من عقلي أو تنظيم.
سلام يا زمن المراهقة.

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
13/03/2018
2897