+ A
A -
الحياة مدرسة وجامعة تعلم بذمة وضمير حقيقي دون زيف ونفاق!.. تعلمنا دروسا لا تنسى.. بما نمر فيها من ظروف ومواقف تتفاوت بين مواقف سعيدة ومفرحة وأخرى تأتي وفق ما لا نريد ونتوقع!
مواقف تضيف لأعمارنا تجارب وخبرات، وتضيف لأفكارنا دروسا وعظات، نحفظها لنضعها مرجعا مهما أمامنا نعود إليه متى مررنا بظروف ومرجعا نضيفه لغيرنا.
الحياة مدرسة تضم أعمارا ومستويات وأشكالا وأجناسا وقدرات ومواهب مختلفة، مدرسة فصولها لا ترفض أحدا، ولا تشترط لها شروطا ومتطلبات قبول.. وحضورا.. واختباراتها لا تنتهي ولا معيارًا للنجاح والتفوق!
الحياة بظروفها تجعلك مستعدا لها كل وقت وفِي كل مكان وبكل حال.. وظرف.
الحياة بمواقفها المتقلبة، وما تمر به الشعوب والدول، وما تسعى له السياسة بلغتها الغامضة، وما يسعى له قادة، وما تدعو له من مواقف ووجهات نظر مختلفة ومتغيرة.. تجعل كل فرد في موقعه جنديا لخدمة وطنه ومساهما بدور مهم.
الوطن يحتاج الجميع.. بدءا من الأسرة أساس ولبنة المجتمع، يحتاج لتنشئة الطفل فيها التربية الصالحة والسليمة، والتي تبدأ بحسن اختيار الأم ودور الأب.. لينمو قويا.. معتمدا في ذلك على تنشئة أسرة وتربية ودين، تربية لا تعتمد على تحقيق رفاهية وبذخ واعتماد على الغير وأنانية؛ وإنما تربية لخلق شباب من الجنسين يملكون مقومات وإمكانيات فكرية وشخصية وقدرات تعتمد على ذاتها، وتدرك أن الوطن ينتظر عطاءه وعمله وإنتاجه، بتعليم قائم على أسس قوية ومبادئ وخطط ثابتة ومدروسة لا تتغير وتتبدل بتغير وزير أو مدير!
الوطن وما يتعرض له من أزمة مفتعلة ومن محاولة ضغط وإشغال عن التقدم والمضي قدما؛ المجال الحقيقي الذي من خلاله تظهر مكامن النفوس وابداع الأفكار والعقول، لتكون للوطن بكل أشكال التواجد والحضور والعمل والإنجاز لبنائه وتقدمه ودفعه ليكون أفضل مما كان.. ولمستقبل يعتمد فيه على موارده البشرية.
أن تتكاتف القلوب والأرواح قبل تكاتف الأيدي، وتتكاتف النيات وحسن النوايا للعمل للوطن والتواجد في كل موقع يحتاجه هو تعريف حقيقي للمواطنة وحب الوطن.
آخر جرة قلم: الأزمة بكل أحوالها وأشكالها وظروفها وإسقاطاتها.. تسهم إيجابيا ليقوى الوطن بأفراده وعناصره، وتسهم لبناء وطن قوي معتمدا على ذاته وإنتاجه وأفراده.. اعتمادا يغنيه عن الغير وإن كان وجودهم مهما.. إلا أن الوطن يفكر بعناصره وأفراده ليكونوا هم في مجالات عدة..
تبقى ظروف الحياة مجالا كبيرا، وساحة حقيقية تظهر خلالها المعادن الحقيقة لنفوس البشر.. والمجال الحقيقي الذي يحقق صدق النوايا.. والوطن بكل فصوله وظروفه يحتاج كل افراده رجالا ونساء ليكونوا له في كل رخاء وشدة.

بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
08/03/2018
2945