+ A
A -
في الأيام الماضية ذهبت مع مجموعة من الأطفال إلى مكتبة قطر الوطنية، في المدينة التعليمية، ليعيش الأطفال تجربة من المتعة في هذا المكان، الذي يشعرك بالحميمية منذ لحظة دخوله، وكأنك تلج عالماً من الكتب يختلف تماما عن عالمنا الخارجي....لا شك أن لتصميم المكان أثر بالغ في ذلك... منظر الكتب التي تصطف على مدرجات الخزائن الخشبية،الديكور... توزيع الطاولات والحواسيب وكذلك قسم الأطفال الذي يجعلك تعيش معهم في عالم لذيذ بريء. ما أزعجني فقط هو قلة الكتب العربية للأطفال، ومحدوديتها الشديدة، لا أعرف السبب تحديدا، لكن ربما ذلك يخبرنا أن الطفل العربي لا يقرا أصلاً، أو ان الإنتاج الفكري، والأدبي، والتعليمي العربي للأطفال، بات قليلا ومحدودا جداً، والسبب الأخير الذي لا نتمناه أبداً هو أن تكون هذه القلة من باب عدم تقدير أهمية الكتاب العربي، واللغة العربية في الأساس. وقد أصبح هذا الإهمال من الأمور المقلقة في المدارس ذات المناهج البريطانية مثلا، حيث ان مادة اللغة العربية أصبحت من غير الأساسيات، ولا تجد الاهتمام الذي تستحقه من قبل القائمين على التعليم هناك، وبالتالي من الطلاب، خاصة أن مناهج اللغة العربية، وطرق تدريسها كما أخبرتني بعض مدرسات اللغة العربية أصبحت مملة وجامدة، مقابل مناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية المتطورة، والتي تراعي تشويق الطالب للمادة، فكيف يكون الحال في مدارس اللغة العربية فيها مادة ثانوية، يصل فيها الطالب القطري، أو العربي إلى مراحل متقدمة وهو يجهل الكثير من المصطلحات، والكلمات العربية التي تشكل أساسا مهما في تطوير قدرات الطالب الفكرية والإبداعية، خاصة أن الغالبية لا يمكنهم تعويض هذا النقص من خلال المنزل أو الجو العائلي المحيط، أو الدروس الخصوصية. والموضوع أكبر من أن نتخيله.
عندما قمت بمراجعة دروس التربية الإسلامية لإحدى الطلبات في المرحلة الإعدادية تفاجأت بعدم فهمها للكثير من المصطلحات العربية، والدينية، بل وجهلها بشخصيات التاريخ الإسلامي العظيم من الصحابة رغم أن مناهجهم غالبا ما تتضمن هذه الدروس، ولنا أن نتخيل عدد الطلاب أمثالها ممن لا يعرفون التاريخ ولا يفهمون الواقع خاصة أن اللغة، والتاريخ بوابة الهوية والفكر الإنساني.
فهل من الممكن إصلاح، وتدارك ما يحدث؟؟.

بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
06/03/2018
2695