+ A
A -
للعار رائحة، لكن هذا العالم، يعاني أيضا، من فقدان القدرة على الشم!
أتحدث عن رائحة العار، في الغوطة.
ما انتنها.
لكن هذا العالم، الذي يغرق حتى أرنبة انفه في النتانة، كان منطقيا، ألا يبالي.. كيف يبالي بالنتانة، من هو اصلا فيها، وإلى الدرجة التي أصبح هو ذاته، نتنا؟
من رائحة عار، إلى رائحة عار في سوريا الدم، وهذا العالم في لامبالاته العار، كأنما سوريا في كوكب آخر، ولكأنما حتى اطفالها ليسوا من لحم ودم.
لرائحة لحوم الاطفال المشوية بالنيران اللظى، صراخ واستصراخ، لكن هذا العالم- مثلما هو فاقد القدرة على الشم- هو أصم.. ومثلما هو كذلك، هو أبكم تماما.
كيف لمن فيه ذرة واحدة من إنسانية ومروءة، ان يظل هكذا، وصراخ اطفال الغوطة واستصراخهم، يُبكي ويستبكي حتى الصخور الجلاميد؟
ملايين النقرات على لوحات المفاتيح نقرت بقوة، من أصحاب الضمائر الشريفة في هذا العالم.. وملايين من اطنان من الكلام، تدفقت، عن نظام الأسد، تحكي عن دمويته وفظائعه وكارثيته على مفاهيم الأخلاق والإنسانية والمكارم والشرف، لكن العالم ما عرف وخزة واحدة في الضمير.
هذا العالم، فقد ضميره..
تلك هي الجملة الاكثر إيلاما من كل لظى البراميل المتفجرة، التي خرج بها اطفال الغوطة من هذا العالم، مشويين، ورائحة اجسادهم الغضة، مثل رائحة المطاط المحروق.
عار..
وللعار رائحة..
أيها الناس.. الشرق والغرب معا، متورطان في هذا العار.. وكذا الجنوب والشمال واقصى القطبين.
أيها الناس: اطفال الغوطة قالوا آخر الكلام، بين كل صرختين: تبت يدا هذا العالم، وتبت أذنه.. وتبت أنفه.. وتب فمه!

بقلم : هاشم كرار
copy short url   نسخ
05/03/2018
4143